نسبه ابن منده هكذا، وفيه خبط، فإنه جعل النسب إلى أشجع، وجعله أنصاريا، وقال: حليف لهم من بنى النجار، فبنو النجار من الأنصار، فكيف يكون النسب من أشجع من بنى النجار، وبنو النجار ليسوا من أشجع، إنما هم من الأنصار؟ فلو وصل النسب إلى أشجع وقال: حليف للأنصار أو لبني النجار لكان مستقيما، على أن هذا النسب إلى سواد من نسب الأنصار وليس من نسب أشجع.
وقال أبو عمر: ثابت بن عمرو بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. وهذا نسب صحيح إلى النجار، وقال: شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا في قول الجميع، ولم يجعله ابن إسحاق في البدريين.
وأما أبو نعيم فإنه قال: ثابت بن عمرو الأشجعي حليف الأنصار شهد بدرا، وذكر عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا: ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن عصمة، حليف لهم من أشجع، وفيه أيضا نظر، على أن كثيرا من حلفاء الأنصار قد طال مقامهم ومقام آبائهم فيهم، فصاروا ينتسبون إليهم بالبنوة، مثاله: كعب بن عجرة كان ينتسب إلى بليّ، على ما نذكره في اسمه، ثم انتسب في بنى عمرو بن عوف من الأنصار فقال بعض العلماء فيه: أنصارى، وقال بعضهم: بلوى حليف للأنصار، وربما قيل أنصارى بالحلف، وهذا يمشى قول ابن منده وأبى نعيم في سياقة النسب إلى الأنصار، وفي قولهم: أشجعى، واللَّه أعلم.
أخرجه الثلاثة.
[٥٦٧ - ثابت بن عمرو الأنصاري]
(ع) ثابت بن عمرو الأنصاري. شهد بدرا، أخرجه أبو نعيم وحده، وروى عن موسى ابن عقبة عن ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بنى مالك بن النجار: ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي.
قلت: وهذا الاسم هو الاسم الّذي في الترجمة قبله، فلا أعلم لأي معنى أفرده بترجمة أخرى، مع وقوفه على النسب وليس له عذر، إلا أنه حيث رأى في الأول أنه أشجعى، ورأى في هذا أنه من بنى مالك بن النجار، ظنهما اثنين وهذا كثير يفعله النسابون في الشخص الواحد، منهم من ينسبه إلى قبيلته ومنهم ينسبه إلى حلفه، وقد يوصل النسب إلى الحلف كما ذكرناه قبل، ولهذه العلة لم يستدركه أبو موسى على ابن منده مع وقوفه على كتاب أبى نعيم، واللَّه أعلم.
[٥٦٨ - ثابت بن قيس]
(ب س) ثابت بن قيس بن الخطيم بن عمرو بن يزيد بن سواد بن ظفر. قاله أبو عمر، وقال ابن الكلبي وأبو موسى: هو قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري.
وظفر: بطن من الأوس، مذكور في الصحابة، مات في خلافة معاوية، وأبوه: قيس بن الخطيم أحد الشعراء، مات على شركه قبل قدوم النبي ﷺ إلى المدينة مهاجرا، وشهد ثابت مع علي بن أبي طالب