للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه أبو قلابة عن قبيصة، وزاد بعد «فأغمضه» (١): «ثم قال: إن الرّوح إذا قبض تبعه البصر. فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة (٢) يؤمّنون ثم قال: اللَّهمّ اغفر لأبى سلمة، وارفع درجته في المهديين، وأخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين (٣).

قال مصعب الزبيري: توفى أبو سلمة بن عبد الأسد بعد أحد، سنة أربع من الهجرة، وقيل:

توفى في جمادى الآخرة سنة ثلاث. وقال أبو عمر: إنه توفى ستة اثنتين بعد وقعة بدر. وقال ابن إسحاق: توفى بعد أحد، قبل تزوّج رسول اللَّه زوجته أم سلمة، في شوال سنة أربع.

ولما حضرت أبا سلمة الوفاة قال: «اللَّهمّ اخلفني في أهلي بخير». فخلفه رسول اللَّه على زوجه أم سلمة، فصارت أمّا للمؤمنين، وصار رسول اللَّه أبا لأولاده: عمر، وسلمة وزينب، ودرّة.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قال ابن منده: إن أبا سلمة شهد بدرا وأحدا وحنينا والمشاهد، ثم قال بعد هذا القول:

إنه مات بالمدينة زمن النبي لما رجع من بدر. فمن مات لما رجع من بدر كيف يشهد حنينا وكانت سنة ثمان! وقوله: إنه مات لما رجع من بدر، فيه نظر، فإنه شهد أحدا ومات بعدها، كما ذكرناه. وقال أبو عمر: إنه توفى بعد بدر سنة اثنتين، وكانت بدر في رمضان منها.

٣٠٣٧ - عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي الأنصاري

(ب د ع) عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبىّ بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. وسالم يقال له: «الحبلى» لعظم بطنه وله شرف في الأنصار، وأبوه «عبد اللَّه بن أبي» هو المعروف بابن سلول، وكانت سلول امرأة من خزاعة، وهي أم أبىّ، وابنه عبد اللَّه بن أبىّ هو رأس المنافقين، وكان ابنه عبد اللَّه ابن عبد اللَّه من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان اسمه الحباب، وبه كان أبوه يكنى أبا الحباب، فلما أسلم سماه رسول اللَّه عبد اللَّه.


(١) نص رواية أبى قلابة في المسند ٦/ ٢٩٧. «دخل رسول اللَّه على أبى سلمة وقد شق بصره فأغمضه» …
(٢) في المسند: يؤمنون على ما تقولون.
(٣)
بعده في المسند: «اللَّهمّ افسح في قبره، ونور له فيه».

<<  <  ج: ص:  >  >>