الأنصاري، فقال: إن النبي ﷺ قد استقبل البيت الحرام، فتحولوا عنه، وذكر نحوه، هذا كلام ابن منده.
وقال أبو نعيم: عباد بن بشر بن قيظىّ الأنصاري، قيل: هو المتقدم من بنى عبد الأشهل، يعنى عباد بن بشر بن وقش الّذي يأتي ذكره قال: وقيل غيره، فرقه بعض المتأخرين، وأخرج له هذا الحديث، وذكر حديث إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن تويلة: أنها قالت:
إنا لنصلّى في بنى حارثة، فقال عبّاد بن بشر بن قيظى … وذكره.
رواه يعقوب الزهري، عن إبراهيم بن جعفر، ولم يسم عبّادا، ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن شريك، عن أبي بكر بن صخير، عن إبراهيم بن عباد الأنصاري، عن أبيه، وكان إمام بنى حارثة على عهد النبي ﷺ، قال: بينما هو يصلى إذ سمع: ألا إنّ رسول اللَّه ﷺ قد حوّل نحو الكعبة، فاستداروا.
قلت: هذا كلام أبى نعيم، ولم يقطع فيه بشيء وأما ابن منده فإنه قطع بأنّهما اثنان، أحدهما هذا، والثاني عبّاد بن بشر بن وقش، الّذي يأتي ذكره، ولا يبعد أن يكونا اسمين، فإنه قد جعل في نسب هذا بشر بن قيظى، وليس في نسب الّذي يأتي ذكره قيظى، حتى يقال: قد نسب إلى جده، ثم جعل هذا من بنى حارثة، وبنو حارثة ليسوا من بنى عبد الأشهل، فإن حارثة هو ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وعبد الأشهل هو ابن جشم ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، ويجتمعان في الحارث بن الخزرج، وإنما في بنى حارثة عرابة بن أوس بن قيظىّ بن عمرو بن جشم بن حارثة، فيكون هذا ابن عمه، ومن بنى حارثة، مربع بن قيظىّ بن عمرو، عم عرابة، فيكون هذا ابن أخيه أيضا. وقد ذكر أبو عمر: عبّاد بن قيظىّ الأنصاري الحارثي، وقال: هو أخو عبد اللَّه وعقبة ابني قيظى، وهذا يؤيد أنّهما اثنان، واللَّه أعلم.
[٢٧٥٩ - عباد بن بشر بن وقش]
(ب د ع) عبّاد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشّم بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو، وهو النّبيت، بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي، يكنى أبا بشر، وقيل: أبو الربيع.
أسلم بالمدينة على يد مصعب بن عمير، قبل إسلام سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير. وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلّها مع رسول اللَّه ﷺ.