للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أفرح أن أرزأ الكرام وأن … أورث ذودا شصائصا نبلا (١)

كم كان في إخوتي إذا اعتلج (٢) … الأبطال تحت الغمامة الأسلا

من ماجد واحد أخي ثقة … يعطى جزيلا ويقتل البطلا

قال: فخرج جزء ومعه إخوة له يحفرون بئرا فانهارت عليهم، فصارت قبرهم، فبلغ الحضرميّ بن عامر فقال: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾ (٣) وافقت أجلا وأورثت حقدا.

أخرجه أبو موسى.

[١٢٠١ - حطاب بن الحارث]

(ب) حطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، القرشي الجمحيّ، وأمه وأم أخيه حاطب سخيلة بنت العنبس (٤) بن وهبان بن حذافة بن جمح.

هاجر إلى أرض الحبشة مع أخيه حاطب بن الحارث، وهاجرت معه امرأته فكيهة بنت يسار، ومات حطاب في الطريق إلى أرض الحبشة، لم يصل إليها، وقيل: مات منصرفا من الحبشة في الطريق، كذا قال مصعب، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في خطاب، بالخاء المعجمة، وهذا أشبه بالصواب. وقد ذكره ابن ماكولا وغيره بالحاء المهملة.

أخرجه أبو عمر.

[١٢٠٢ - حطيئة الشاعر]

(س) حطيئة الشّاعر.

ذكره عبدان في الصحابة، وقال: حدثنا أحمد بن سيار، أخبرنا يوسف بن عدي، أخبرنا عبيد اللَّه بن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة قال: هجا حطيئة الزبرقان بن بدر، فأتى عمر فشكى ذلك إليه فقال: أما علمت أن رسول اللَّه قال: من أحدث في الإسلام هجاء فاقطعوا لسانه، فاذهب فلك لسانه. قال: فهرب الحطيئة، فلما ضاقت عليه الأرض جاء حتى دخل على عمر ، فقام بين يديه، فمدحه ببيتي شعر (٥) فقال: اذهب فأنت آمن.

أخرجه أبو موسى.

قلت: ليس في هذا ما يدل على أنه صحابي، وإن كان قد أسلم في حياة رسول اللَّه ثم ارتد بعده، ثم أسلم. ومما يؤيد أنه لم يكن له صحبة أنه عبسى، والذين وفدوا من عبس على النبي كانوا تسعة، وأسماؤهم معروفة. وليس منهم، لأن الوفود من القبائل كانوا أعيانها ورؤساءها، وأما الحطيئة فما زال مهينا خسيسا، لم يبلغ محله أن يكون في الوفد، واللَّه أعلم.


(١) الشصائص: جمع شصوص، وهي الناقة التي لا لبن لها، أو التي قل لبنها، والنبل، محركة: الكبار من الإبل والصغار والمراد هنا صغارها، والبيت في اللسان: شصص ونبل، يقول: أأفرح بصغار الإبل وقد رزئت بكبار القوم.
(٢) اعتلج: اصطرع، والأسل: الرماح.
(٣) البقرة: ١٥٦.
(٤) في الأصل: العباس، وينظر كتاب نسب قريش: ٣٩٦.
(٥) ينظر الشعر والشعراء: ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>