للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: من بني لوذان بن أسد، وأخرجا أيضاً أخاه مالكاً وجعلاه سلمياً. ويذكر هناك إن شاء اللَّه تعالى.

قلت: قولُ ابن منده وأبي نعيم في نسب ثقف: لوذان باللام، وهم، وإنما هو دودان بدالين مهملتين أجمع النسابون عليه، ومتى جعل هذا الاسم أوله لام فيكون بالذال المعجمة، لا المهملة، واللَّه أعلم.

[٦١٨ - الثلب بن ثعلبة]

الثَّلِب، بالثاء، هو ابن ثعْلَبَة (١) بن عطيّة بن الأخيف (٢) بن مُجْفِر بن كعب بن العنبر التميمي العنبري. يكنى أبا هلقام، وقيل: التلب، بالتاء فوقها نقطتان وقد تقدّم، وهناك أخرجوه. ولم يخرجه واحد منهم هاهنا.

٦١٩ - ثُمَامَة بن أثَال

(ب د ع) ثُمَامَة بن أثَال بن النُّعْمَان بن مَسْلَمَة بن عُبَيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل ابن حنيفة بن لُجَيْم، وحنيفة أخو عجل.

أخبرنا أبو جعفر عبيد اللَّه بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول اللَّه دعا اللَّه حين عرض لرسول اللَّه بما عرض أن يمكنه منه، وكان عرض لرسول اللَّه وهو مشرك، فأراد قتله، فأقبل ثمامة معتمراً وهو على شركه حتى دخل المدينة، فتحيّر فيها، حتى أخذ، فأتى به رسول اللَّه فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد، فخرج رسول اللَّه عليه، فقال: مالك يا ثمام هل أمكن اللَّه منك؟ فقال: قد كان ذلك يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالاً تُعْطَه، فمضى رسول اللَّه وتركه، حتى إذا كان من الغد مر به، فقال: مالك يا ثمام؟ قال: خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر. وإن تسأل مالاً تعطه، ثمّ انصرف رسول اللَّه ، قال أبو هريرة: فجعلنا، المساكين.

نقول بيننا: ما نصنع بدم ثمامة؟ واللَّه لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة، فلما كان من الغد مرّ به رسول اللَّه فقال: مالك يا ثمام؟ قال: خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تعف تعف عن شاكر، وإن تسأل مالاً تعطه، فقال رسول اللَّه : أطلقوه قد عفوت عنك يا ثمام.

فخرج ثمامة حتى أتى حائطاً من حيطان المدينة، فاغتسل فيه وتطهّر، وطهّر ثيابه ثم جاءَ إِلى رسول اللَّه وهو جالس في المسجد فقال: يا محمد، لقد كنت وما وجه أبغض إليّ من وجهك، ولا دين أبغض إليّ من دينك، ولا بلد أبغض إليّ من بلدك، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إليّ من وجهك، ولا دين أحب إليّ من دينك، ولا بلد أحب إليّ من بلدك، وإني أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا رسول اللَّه، إني كنت خرجت معتمراً، وأنا على دين قومي، فأسرني أصحابك في عمرتي، فسيَّرني، صلّى اللَّه عليك، في عمرتي، فسيره رسول اللَّه في عمرته، وعلمه، فخرج


(١) تقدم في حرف التاء أن نسبه: التلب بن ثعلبة بن ربيعة بن عطية.
(٢) في الأصل والمطبوعة: الأحنف، وينظر المشتبه للذهبي: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>