للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب بإسناده عن أبي زكريا يزيد بن إياس، قال: حدثنا محمد بن علي بن شعيب البغدادي، أخبرنا الحسن بن بشر، أخبرنا المعافى، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، عن سواد بن عمرو أنه قال للنّبيّ : إني رجل قد أعطيت الجمال، وأعطيت ما ترى، فلا أحب أن يؤتى مثله أحد، أفمن الكبر هذا يا رسول اللَّه؟ فقال: لا، ولكن الكبر من بطر الحقّ وغمص (١) - أو غمط - الناس.

أخرجه الثلاثة.

[٢٣٣٢ - سواد بن غزية]

(ب) سواد بن غزيّة الأنصاريّ، من بنى عدىّ بن النجار، وقيل: هو حليف لهم، من بنى بلىّ ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

شهد بدرا والمشاهد بعدها، وهو الّذي أسر خالد بن هشام المخزومي بوم بدر، وهو كان عامل رسول اللَّه على خيبر، فأتاه بتمر جنيب (٢)، قد اشترى منه صاعا بصاعين من الجمع.

أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال:

حدثنا حبّان بن واسع، عن أشياخ من قومه: أن رسول اللَّه عدّل الصفوف يوم بدر، وفي يده قدح يعدّل به القوم، فمرّ بسواد بن غزيّة، حليف بنى عدىّ بن النجار، وهو مستنتل (٣) من الصف، فطعنه رسول اللَّه بالقدح في بطنه، وقال: استو يا سواد، فقال: يا رسول اللَّه، أوجعتني، وقد بعثك اللَّه بالحق، فأقدنى. فكشف رسول اللَّه عن بطنه، وقال: استقد.

فاعتنقه، وقبّل بطنه، وقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال: يا رسول اللَّه، حضر ما ترى، ولم آمن القتل، فإنّي أحبّ أن أكون آخر العهد بك أن (٤) يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول اللَّه بخير.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: وقد رويت هذه القصة لسواد بن عمرو، لا لسواد بن غزيّة.

[٢٣٣٣ - سواد بن قارب]

(ب د ع) سواد بن قارب الأزديّ الدّوسى. قاله ابن الكلبي، وسعيد بن جبير، وقال ابن أبي خيثمة: هو سدوسي من بنى سدوس. وكان كاهنا في الجاهلية، له صحبة، وكان شاعرا.


(١) غمصه: احتقره، ومثله غمط.
(٢) الجنيب: نوع جيد من أنواع التمر، والجمع: تمر مختلط من أنواع متفرقة وليس مرغوبا فيه، وما يخلط إلا لرداءته.
(٣) مستنتل: متقدم.
(٤) في الأصل والمطبوعة: وأن، ينظر سيرة ابن هشام: ١/ ٦٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>