قال أبو نعيم، عن أبي عبيد القاسم بن سلام: إن السائب بن خلاد شهد بدرا، وهذا عندي فيه نظر، واستعمله معاوية على اليمن، قاله ابن الكلبي.
قال ابن منده وأبو نعيم، عن الواقدي: إنه توفى سنة إحدى وتسعين.
أخرجه الثلاثة.
[١٩١٠ - السائب والد خلاد]
(ب) السّائب والد خلّاد الجهنيّ. روى عنه ابنه خلّاد عن النبي ﷺ في الاستنجاء بثلاثة أحجار، رواه الزهري وقتادة، عن خلاد، عن أبيه السائب.
أخرجه أبو عمر.
قلت: قد جعل أبو عمر السائب بن خلاد، والسائب أبا خلاد، ثلاث تراجم، وجعلهم ابن منده وأبو نعيم ترجمتين، إحداهما السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري، والثانية السائب بن خلاد أبو خلاد الجهنيّ، ووافقهما أبو عمر، وزاد السائب أبو خلاد.
أما الحديث الأول الّذي رواه أبو عمر في هذه الترجمة وحديث الاستنجاء، فقد أخرجاه في السائب ابن خلاد الجهنيّ، فليحقق، إن شاء اللَّه تعالى، والّذي يغلب على ظني أنهما اثنان، وأن هذا السائب والد خلاد هو السائب بن خلاد الجهنيّ، وله ابن اسمه خلاد، روى عنه، إنما اشتبه على أبى عمر، حيث لم يذكر في السائب بن خلاد الجهنيّ رواية ابنه عنه، إنما ذكر رواية عطاء، وصالح، فلما رأى رواية خلاد عن أبيه السائب ظنه غير الأول، واللَّه أعلم، ومما يقوى الظن أنهما واحد اتحاد اسم الابن الراويّ والقبيلة.
وقد كنى أبو عمر السائب بن خلّاد الجهنيّ، والسائب الأنصاري: أبا سهلة، وأما أبو نعيم وابن منده فجعلاها كنية الأنصاري.
وجعلهما البخاري اثنين: أحدهما أبو سهلة، والثاني الجهنيّ، مثل ابن منده، وأبى نعيم.
وقد ترجم أحمد بن حنبل في مسندة فقال: حديث السائب بن خلاد أبو سهلة، وروى له حديث رفع الصوت بالإهلال، وحديث من أخاف أهل المدينة، وقال فيه: عن عطاء عن السائب بن خلاد، أخي بنى الحارث بن الخزرج، فقد جعلهما واحدا، لأنه أخرج عنه الحديثين اللذين أخرجهما ابن منده وأبو نعيم في ترجمتين، واللَّه أعلم.
١٩١١ - السائب بن أبي السائب
(ب د ع) السّائب بن أبي السّائب، واسم أبى السائب صيفي بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، وقيل: اسم أبيه نميلة، قاله ابن منده وأبو نعيم.
وكان شريك النبي ﷺ قبل المبعث بمكة، وقد اختلف فيمن كان شريك النبي ﷺ، فقيل هذا، وقيل إن أباه كان شريك النبي ﷺ، وقيل: قيس بن السائب، وقيل غيرهم.
وقد اختلف في إسلام السائب، فقال ابن إسحاق، والزبير بن بكار: إن السائب قتل يوم بدر كافرا