للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أهل الكوفة قولا في عثمان ، فقال بنو الأرقم - وهم بطن من كندة، رهط عدىّ ابن عميرة-: لا نقيم في بلد يشتم فيه عثمان، فخرجوا إلى معاوية. وكان إذا قدم عليه أحد من أهل العراق أنزلهم الجزيرة مخافة أن يفسدوا أهل الشام، فأنزلهم «نصيبين»، وأقطع لهم قطائع، ثم كتب إليهم: إني أتخوف عليكم عقارب «نصيبين». فأنزلهم (الرّها)، وأقطعهم بها قطائع. وشهدوا معه صفّين، ومات عدىّ بالرّها.

وقال أبو الهيثم: «هما واحد». يعنى هذا والّذي قبله.

وقال أبو أحمد العسكري: عدي بن عميرة الكندي - ويقال: الحضرميّ - بن زرارة بن الأرقم بن النّعمان قال: وقال قوم: عدىّ بن فروة الكنديّ، أبو فروة، وفرّق ابن أبي خيثمة بين عدىّ بن عميرة وعدىّ بن فروة، واللَّه أعلم.

[٣٦١٥ - عدي بن فروة]

(ب) عدىّ بن فروة.

أخرجه أبو عمر قال: ويقال: إنه عدىّ بن عميرة بن فروة بن زرارة بن الأرقم الكندي، أصله كوفي، وبها كانت سكناه، وانتقل إلى حرّان، قيل: هو الأول، يعنى: عدىّ بن عميرة الكندي - وهو عند أكثرهم [غير الأول، كذلك قال أبو حاتم وغيره وهذا هو والد عدي بن عدي الفقيه الكندي (١)] صاحب عمر بن عبد العزيز، قاله البخاري. وخالفه غيره، فجعله الأول، وهو عند بعضهم غير الأول. وقال أحمد بن زهير: ليس هو من ولد هذا ولا هذا، وجعل أباه رجلا ثالثا. روى عن هذا رجل يقال له: «العرس»، وروى رجاء بن حيوة عن عدىّ بن عدي ابن عميرة بن فروة، عن أبيه. وقال الواقدي: توفى عدي بن عميرة بن زرارة بالكوفة سنة أربعين، أظنه الأول، واللَّه أعلم.

قلت: هذا كلام أبى عمر، ولم يأت بشيء يدل على أنه غير الأول، فإن قول أبى حاتم والبخاري لا يدل على أنه غيرهما. وأما قول أحمد بن زهير فيدل أنه غيرهما، ولا شك أنه وهم منه، ولا أشك أن هذا عدىّ بن فروة نسب إلى جده، فإنه عدي بن عميرة بن فروة، وهو أيضا عدي بن عميرة أخو العرس بن عميرة، فهؤلاء الثلاثة عندي واحد، واللَّه أعلم.


(١) عن الاستيعاب، الترجمة ١٧٨٥: ٣/ ١٠٦٠. ويقتضي ذكره تعقيب ابن الأثير على كلام أبى عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>