للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن أمَنَّ الناسِ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذته خليلاً، ولَكِنّ أُخوةُ الإسلام ومودته، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد باب إلا سُدَّ، إلا بابَ أبي بكر» (١).

[زهده وتواضعه وإنفاقه ]

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهَمْدَاني، أخبرنا أبو بكر خليل ابن هبة اللَّه بن الخليل، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن دَرَسْتَوَيْه، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجُوزجَانِي، حدثني الحسين ابن عيسى، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الواحد بن زيد، حدثني أسلم الكوفي، عن مُرَّة، عن زيد بن أرقم قال: دعا أبو بكر بشراب، فأُتِيَ بماء وعسل، فلما أدناه من فيه نَحَّاه، ثم بكى حتى بكى أصحابه، فسكتوا وما سكت. ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لا يَقْوَوْن على مسألته، ثم أفاق فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، ما أبكاك؟ قال: «كنت مع رسول اللَّه فرأيته، يدفع عن نفسه شيئاً، ولم أر أحداً معه، فقلت: يا رسول اللَّه، ما هذا الذي تدفع، ولا أرى أحداً معك؟ قال: هذه الدنيا تَمَثَّلَت فقلت لها: إليكِ عَنِّي.

فتنحت ثم رجعت، فقالت: أما إنك إن أفْلَتَّ فلن يُفْلِتَ مَنْ بعدك». فذكرت ذلك فَمَقَتُّ (٢) أن تَلْحَقَنِي.

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المُجْلِي، حدثنا محمد ابن محمد بن أحمد العُكْبَرِي، حدثنا أبو الطَّيْب محمد بن أحمد بن خَلَف بن خَاقَان، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دُرَيْد، أخبرنا أبو حاتم، عن الأصْمَعِي قال: كان أبو بكر إذا مُدحَ قال: «اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللَّهمّ اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون».

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن بِشْران، أخبرنا الحسين بن صفوان، أخبرنا أبو بكر القرشي، حدثنا الوليد


(١) الحديث رواه البخاري في كتاب الصلاة عن محمد بن سنان بإسناده: ١/ ١٢٦ ورواه الترمذي بإسناده إلى عبيد بن حنين في كتاب المناقب، ينظر تحفة الأحوذي: ١٠/ ١٤٤ - ١٤٦، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» ورواه الإمام أحمد عن ابن عباس: ١/ ٢٧٠، وعن أبي المعلى: ٣/ ٤٧٨، ٥/ ٢١١، ٢١٢.
(٢) في المطبوعة: «فخشيت» والمثبت عن الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>