للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم الخولانيّ، أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن، فبعث إلى أبى مسلم، فلما جاءه قال: أتشهد أنى رسول اللَّه؟ قال: ما أسمع.

قال: أتشهد أن محمدا رسول اللَّه؟ قال: نعم. فردّد ذلك عليه، وفي كله يقول مثل قوله الأوّل، قال: فأمر به فألقى في نار عظيمة، فلم تضره، فقيل له: انفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك. قال: فأمره بالرحيل، فأتى المدينة وقد قبض النبيّ واستخلف أبو بكر.

فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد، ودخل المسجد فقام يصلّى إلى سارية وبصر به عمر بن الخطاب، فقام إليه فقال: ممن الرجل؟ قال: من أهل اليمن. قال: ما فعل الرجل الّذي أحرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد اللَّه بن ثوب. قال: أنشدك اللَّه أنت هو؟ قال: اللَّهمّ نعم.

فاعتنقه عمر وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبى بكر، وقال: الحمد للَّه الّذي لم يمتني حتى أراني في أمّة محمد من فعل به ما فعل بإبراهيم خليل اللَّه .

قال إسماعيل بن عياش: وأنا أدركت رجلا من الأمداد (١) الذين يمدّون من اليمن من خولان، يقولون للأمداد من عنس: صاحبكم الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره.

قال أبو عمر: أما صدر هذا الخبر فمعروف مثله لحبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري، أخي عبد اللَّه بن زيد مع مسيلمة، فقتله مسيلمة وقطعة عضوا عضوا، ويروى مثل آخره لرجل مذكور في الصحابة من خولان، اسمه ذؤيب بن وهب، أحرقه العنسيّ الكذاب باليمن. وإسماعيل بن عياش ليس بحجة في غير الشاميين، وفي حديثه عن الشاميين لا بأس به (٢).

أخرجه أبو عمر.

[٦٢٤٨ - أبو مسلم المرادي]

(ب د ع) أبو مسلم المراديّ.

له صحبة: كان على شرطة عمرو بن العاص بمصر، روى عنه عمرو بن يزيد الخولانيّ أخو ثابت، قاله أبو سعيد بن يونس.


(١) الأمداد: جمع مدد- بفتحتين- وهم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد.
(٢) الاستيعاب: ٤/ ١٧٥٨ - ١٧٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>