للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمعت رسول اللَّه يقول: «من خرج مجاهدا في سبيل اللَّه - ثم ضمّ رسول اللَّه أصابعه:

الإبهام والسبابة والوسطى، وقال: وأين المجاهدون في سبيل اللَّه؟ - فخرّ عن دابته فمات، فقد وقع أجره على اللَّه، أو لدغته دابة فمات، فقد وقع أجره على اللَّه، ﷿، أو مات حتف أنفه - فما سمعتها من أحد قبل رسول اللَّه فقد وقع أجره على اللَّه، ﷿، ومن قتل قعصا فقد استوجب المآب» (١).

وهو الّذي ولى قتل أبى رافع بن أبي الحقيق بيده (٢). وكان في بصره ضعف، فنزل لما قتلة من الدّرجة فسقط، فوثئت (٣) رجله، واحتمله أصحابه. فلما وصل إلى رسول اللَّه مسح رجله،

قال: فكأني لم أشتكها قطّ. ولما أقبلوا إلى رسول اللَّه كان يخطب، فقال لهم: «أفلحت الوجوه».

قال أبو عمر: وأظنه وأخاه شهدا بدرا، ولم يختلفوا أن عبد اللَّه بن عتيك شهد أحدا (٤).

قال: وقال هشام بن الكلبي، وأبوه محمد بن السائب: إن عبد اللَّه شهد صفّين مع علي ابن أبي طالب، فإن كان هذا صحيحا فلم يقتل يوم اليمامة.

قال: وقد قيل: إنه ليس بأخ لجابر بن عتيك، وإن أخا جابر هو الحارث، والأول أكثر، لأن (٥) الرهط الذين قتلوا ابن أبي الحقيق خزرجيّون والذين قتلوا كعب بن الأشرف من الأوس، كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره، لم يختلفوا في ذلك، وهو يصحّح قول من قال:

إن عبد اللَّه بن عتيك ليس من الأوس، وليس بأخ لجابر بن عتيك، وقد نسبه خليفة بن خيّاط، فقال: عبد اللَّه بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مرىّ بن كعب بن غنم بن سلمة من الخزرج.

قلت: وقد نسبه ابن الكلبي وابن حبيب وغيرهما مثل خليفة بن خياط، سواء، وأما جابر ابن عتيك فهو عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أميّة (٦) بن معاوية بن مالك بن عوف ابن عمرو بن عوف بطن من الأوس. وكذلك نسبه ابن إسحاق وغيره إلى الأوس، فلا يكون


(١) الحديث مضى في ترجمة: عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عتيق. وقد رواه الإمام أحمد في مسندة: ٤/ ٣٦ عن يزيد بن هارون، عن محمّد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
(٢) سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٧٤، ٢٧٥، ٦١٩.
(٣) أي أصابها وهن دون الخلع والكسر.
(٤) في الاستيعاب ٩٤٧: شهد بدرا. وهو خطأ. وهو على الصواب في الطبعة التي على حاشية الإصابة.
(٥) في الأصل والمطبوعة: «إلا أن الرهط» وهو خطأ صوبناه من الاستيعاب: ٩٤٧، وبقرينة السياق
(٦) سبق في ترجمة جابر بن عتيك ١/ ٣٠٩: أنه أمية بن زيد بن معاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>