للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، رفعه قال: «كلّ مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا ومات وهو مدمنها، لم يشرب منها في الآخرة» (١)

وأخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد السّيحى، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد ابن خميس الجهنيّ الموصلي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، حدثنا أبو القاسم نصر (٢) بن أحمد بن الخليل المرجى، حدثنا أبو يعلى حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا فضيل ابن عياض، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمر قال: أخذ رسول اللَّه يوما ببعض جسدي، وقال: «يا عبد اللَّه، كن في الدنيا كأنك غريب أو كأنك عابر سبيل وعدّ نفسك في أهل القبور، ثم قال لي: يا عبد اللَّه بن عمر، فإنه ليس ثمّ دينار ولا درهم، إنما هي حسنات وسيئات، جزاء بجزاء، وقصاص بقصاص، ولا تتبرأ من ولدك في الدنيا فيتبرأ اللَّه منك في الآخرة، فيفضحك على رءوس الأشهاد، ومن جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة».

توفى عبد اللَّه بن عمر سنة ثلاث وسبعين، بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر، وكان سبب قتله أن الحجاج أمر رجلا فسمّ زجّ (٣) رمح وزحمه في الطريق، ووضع الزّجّ في ظهر قدمه، وإنما فعل الحجاج ذلك لأنه خطب يوما وأخر الصلاة، فقال له ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك.

فقال له الحجاج: لقد هممت أن أضرب الّذي فيه عيناك! قال: إن تفعل فإنك سفيه مسلّط!.

وقيل: إن الحجاج حجّ مع عبد اللَّه بن عمر، فأمره عبد الملك بن مروان أن يقتدى بابن عمر، فكان ابن عمر يتقدم الحجاج في المواقف بعرفة وغيرها، فكان ذلك يشق على الحجاج، فأمر رجلا معه حربة مسمومة، فلصق بابن عمر عند دفع الناس، فوضع الحربة على ظهر قدمه، فمرض منها أياما، فأتاه الحجاج يعوده، فقال له: من فعل بك؟ قال: وما تصنع قال: قتلني اللَّه إن لم أقتله! قال: ما أراك فاعلا! أنت أمرت الّذي نخسنى بالحربة! فقال، لا تفعل يا أبا عبد الرحمن. وخرج عنه، وليث أياما، ومات وصلى عليه الحجاج.


(١) أخرجه مسلم في كتابه الأشربة: ٦/ ١٠٠ عن أبي الربيع العتكيّ عن حماد بن زيد، بإسناده مثله.
(٢) في المطبوعة: «أبو القاسم بن نصر» وفي الأصل: «أبو القاسم بن أحمد بن الخليل، المرجى» وفي اللباب لابن الأثير:
٣/ ١٢٣: «أبو القاسم نصر بن أحمد … ».
(٣) الزج- بضم الزاي: الحديدة في أسفل الرمح.

<<  <  ج: ص:  >  >>