أخبرنا يحيى بن محمود كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا وهبان، حدثنا خالد عن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد قالت: كنّا عند عتبة ثلاث نسوة، وإنّ كلّ واحدة منهن تريد أن تكون أطيب ريحا من صاحبتها، وكان عتبة أطيب ريحا منا، وكان إذا خرج عرف بريح طيّبة، فسألته عن ذلك فقال: أخذه الشّرى (١) على عهد رسول اللَّه ﷺ، فشكا ذلك إليه، فأمر به فقعد بين يديه، ثم تفل النبيّ ﷺ في يده ومسح بها ظهره وبطنه.
وله رواية عن النبي ﷺ، وروت عنه زوجه أم عاصم. وسكن الكوفة، وكان له بها عقب، يقال لهم:«الفراقدة».
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده إلى أبى زكريا قال: وولى عتبة بن فرقد لعمر ابن الخطاب الموصل - قال: وفي بعض الروايات أنه فتحها - قال: وابتنى عتبة دارا ومسجدا.
قال: وأخبرنا أبو زكريا قال: أخبرت عن خليفة بن خيّاط، حدثنا حاتم بن مسلم:
أن عمر بن الخطاب وجه عياض بن غنم فافتتح الموصل، وخلف عتبة بن فقد على أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلّها عنوة غير الحصن، صالحه أهله عليه، وذلك سنة ثمان عشرة.
قال: وأخبرنا أبو زكريا قال: أنبأني محمد بن يزيد، عن السّرىّ بن يحيى، عن شعيب، عن سيف بن عمر، عن محمد وطلحة والمهلّب قالوا: كان على حرب الموصل في سنة سبع عشرة ربعيّ بن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة، وفي قول آخر: عتبة بن فرقد على الحرب والخراج، وكان قبل ذلك كله إلى عبد اللَّه بن المعتمر.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده: «إنه من مازن»، لا أعرفه، وليس في نسبه إلى «سليم» من اسمه مازن حتى ينسب إليه، ولعله قد علق بقلبه مازن بن منصور أخو سليم، أو قد نقل من كتاب فيه إسقاط، وغلط، أو أنه وصل إليه ما لا نعلمه، واللَّه أعلم.
(١) الشري: طفح جلدي، بشكل بثور ناتئة، يسبب حكاكا قد يكون شديدا.