للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما أبو عمر فإنه قال: أوس بن حذيفة الثقفي، يقال فيه: أوس بن أبي أوس، قال: وقال خليفة ابن خياط: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس، واسم أبى أوس حذيفة (١).

قال أبو عمر: وهو جد عثمان بن عبد اللَّه بن أوس، ولأوس بن حذيفة أحاديث، منها المسح على القدمين، في إسناده ضعف، وكان في الوفد الذين قدموا على رسول اللَّه من بنى مالك، فأنزلهم في قبة بين المسجد وبين أهله، فكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة، وقال ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح، وحديثه عن النبي حديث ليس بالقائم في تخريب (٢) القرآن.

فهذا كلام أبى عمر، وقد جعل أوس بن حذيفة هو ابن أبي أوس، فلا أدرى لم جعلهما ترجمتين؟ وهما عنده واحد.

وأما أبو نعيم فإنه قال: أوس بن حذيفة الثقفي، وساق نسبه مثل ما تقدم أول الترجمة. وروى ما

أخبرنا به أبو الفضل عبد اللَّه الخطيب، باسناده إلى أبى داود الطيالسي، أخبرنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد اللَّه بن أوس الثقفي، عن جده أوس بن حذيفة قال:

«قدمنا وفد ثقيف على رسول اللَّه ، فنزل الأحلافيون على المغيرة بن شعبة، وأنزل المالكيين قبته، وكان رسول اللَّه يأتينا فيحدثنا بعد العشاء الآخرة، حتى يراوح (٣) بين قدميه من طول القيام، وكان أكثر ما يحدثنا اشتكاء قريش، يقول: كنا بمكة مستذلين مستضعفين، فلما قدمنا المدينة انتصفنا من القوم، فكانت سجال: الحرب لنا وعلينا، واحتبس عنا ليلة عن الوقت الّذي كان يأتينا فيه، ثم أتانا فقلنا: يا رسول اللَّه، احتبست عنا الليلة عن الوقت الّذي كنت تأتينا فيه، فقال رسول اللَّه :

إنه طرأ عليّ حزبي من القرآن، فأحببت أن لا أخرج حتى أقضيه، قال: فلما أصبحنا سألنا أصحاب رسول اللَّه عن أحزاب القرآن: كيف تحزبونه؟ فقال: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل (٤)».

قال أبو نعيم: ورواه بعض المتأخرين عن عثمان بن عبد اللَّه عن أبيه عن جده أوس بن حذافة، فصار واهما في هذا الحديث من ثلاثة أوجه: أجدها أنه زاد فيه عن أبيه عن جده أوس بن حذافة، والثاني أنه جعل اسم حذيفة حذافة، والثالث أنه بنى الترجمة على أوس بن عوف، وأخرج الحديث عن أوس بن حذافة، وإنما اختلف المتقدمون في أوس الثقفي هذا، فمنهم من قال: أوس بن حذيفة، ومنهم من قال:

أوس بن أبي أوس وكنى أباه، ومنهم من قال: أوس بن أوس، وأما أوس بن أبي أوس الثقفي وقيل:

أوس بن أوس فروى عنه الشاميون وعداده فيهم، فممن روى عنه: أبو الأشعث الصنعاني - صنعاء دمشق - وأبو أسماء الرّحبىّ، وعبادة بن نسي، وابن محيريز، ومرثد بن عبد اللَّه اليزنىّ،


(١) نص الاستيعاب ١٢٠: «أوس بن أبي أوس، واسم أبى أوس حذيفة» من غير ذكر: أوس بن أوس.
(٢) في النهاية: الحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالورد.
(٣) أي: يعتمد على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة، ليوصل الراحة إلى كل منهما.
(٤) حزب المفصل يبدأ من سورة محمد إلى آخر القرآن وينظر القاموس المحيط مادة: فصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>