للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أَحمد الغَسَّال (١) المقرئ الشافعي، حدثنا أَبو محمد الخلال، حدثنا أَبو الطيب محمد ابن الحسين النحاس بالكوفة، حدثنا علي بن العباس البجلي، حدثنا عبد العزيز بن منيب المروزي، حدثنا إِسحاق - يعني ابن عبد الملك بن كيسان - حدثني أَبي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال علي - يعني للنبي : إِنك قلت لي يوم أَحد، حين أَخرت عني الشهادة، واستشهد من استشهد: إِن الشهادة من وراءك، فكيف صبرك إِذا خضبت هذه من هذه بدم وأَهوى بيده إِلى لحيته ورأْسه، فقال، علي: يا رسول اللَّه، إِما أَن تثبت لي ما أَثبت، فليس ذلك من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والكرامة.

وأَنبأَنا أَبو [الفضل] (٢) المنصور بن أَبي الحسن بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى: أنبأنا سويد بن سعيد، حدثنا رشدين (٣) بن سعد، عن يزيد بن عبد اللَّه بن أَسامة بن الهاد، عن عثمان بن صهيب، عن أَبيه قال: قال علي: قال لي رسول اللَّه : من اشقى الأَوَّلين؟ قلت: عاقر الناقة. قال: صدقت. قال: فمن أَشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول اللَّه قال: الذي يضربك على هذا - وأَشار بيده إِلى يافوخه - وكان يقول: وددت أَنه قد انبعث أَشقاكم، فخضب هذه من هذه - يعني لحيته من دم رأْسه (٤).

أَنبأَنا أَبو ياسر ابن أَبي حَبَّة، أَنبأَنا أَبو غالب بن البناء، حدثنا محمد بن أَحمد بن محمد ابن حَسْنون، أَنبأَنا أَبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللَّه السراج، حدثنا عبد اللَّه بن أَبي داود، حدثنا إِسحاق بن إِسماعيل، حدثنا إِسحاق بن سليمان، عن فطر بن خليفة، عن أَبي الطفيل:

أَن علياً جمع الناس للبيعة، فجاءَ عبد الرحمن بن مُلْجم المرادي، فردّه مرتين، ثم قال:

علام يحبس أشقاها؟ فو اللَّه ليخضبنّ هذه من هذه، ثم تمثل (٥):


(١) في المطبوعة: «العسال» بالعين المهملة- والمثبت عن المشتبه للذهبي: ٤٥٩ - والعبر للذهبي أيضا: ٤/ ٢١.
(٢) سقط من المطبوعة- وينظر: ١/ ١٧ - والعبر للذهبي: ٤/ ٢٨٨
(٣) في المطبوعة: «راشد بن سعد». ولعل الصواب ما أثبتناه
(٤) الحديث في مجمع الزوائد، باب وفاته : ٩/ ١٣٦، وقال الهيثمي: «رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه رشدين بن سعد، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات».
(٥) البيتان في الكامل المبرد: ٩٣٢، ويقول المبرد «والشعر إنما يصح بأن تحذف «اشدد»، فتقول:
حيازيمك للموت … فان الموت لاقيكا
ولكن الفصحاء من العرب يزيدون ما عليه المعنى، ولا يعتدون، في الوزن، ويحذفون من الوزن، علما بأن المخاطب يعلم ما يزيدون، فهو إذا قال: «حيازيمك للموت» فقد أضمر «اشدد» فأظهره، ولم يعتد به».
وكذلك أورد الزمخشريّ البيتين في «أساس البلاغة: بدون هذه الزيادة. والعروضيون يسمون هذه الزيادة «حزما». والبيتان من بحر الهزج.
هذا. والبيت الأول في النهاية لابن الأثير، واللسان، وتاج العروس، مادة: حزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>