للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزيد بن زُرَيع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن عَزْرة (١)، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبزى، عن أَبيه، عن عمار بن ياسر: أَن النبي أَمره بالتيمم، للوجه والكفين (٢).

وشهد عمار قتال مسيلمة، فروى نافع، عن ابن عمر قال: رأَيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، قد أَشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أَمن الجنة تَفِرّون، إِليّ إِليّ، أَنا عمار ابن ياسر، هلموا إِلى - قال: وأَنا أَنظر إِلى أُذنه قد قُطِعت، فهي تَذَبذَبُ (٣) وهو يقاتل أَشد القتال.

ومناقب عمار المروية كثيرة اقتصرنا منها على هذا القدر.

واستعمله عمر بن الخطاب على الكوفة، وكتب إِلى أَهلها: «أَما بعد، فإِني قد بعثت إِليكم عمَّاراً أَميراً، وعبد اللَّه بن مسعود وزيراً ومعلماً، وهما من نجباءِ أَصحاب محمد، فاقتدوا بهما» (٤) ولما عزله عمر قال له: أَساءَك العزل؟ قال: واللَّه لقد ساءَتني الولاية، وساءَني العزل.

ثم إِنه بعد ذلك صحب علياً، ، وشهد معه الجمل وصفين، فأَبلى فيهما ما قال أَبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي، فرأَيت عمار بن ياسر لا يأْخذ في ناحية ولا واد من أَودية صفين إِلا رأَيت أَصحاب النبي يتبعونه، كأَنه علم لهم - قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أَبي وقاص: يا هاشم، تفر من الجنة! الجنة تحت (٥) البارقة، اليوم أَلقى الأَحبة، محمداً وحِزْبه، واللَّه لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَات (٦) هَجَر لعلمت أَنا على حق، وأَنهم على الباطل (٧).

وقال أَبو البَخْتِري: قال عمار بن ياسر يوم صفين: ائتوني بشربة. فأُتي بشربة لبن، فقال:

إن رسول اللَّه قال: «آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن»، وشربها ثم قاتل حتى قتل.

وكان عمره يومئذ أربعاً وتسعين سنة، وقيل: ثلاث وتسعون، وقيل: إحدى وتسعون.


(١) في المطبوعة: «عن عروة». وهو خطأ، والمثبت عن الترمذي، ويقول الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«غزرة: بفتح العين المهملة، وسكون الزاي المعجمة- هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي، شيخ لقتادة، ثقة.
(٢) تحفة الأحوذي، أبواب الطهارة، باب ما جاء في التيمم، الحديث ١٤٤: ١/ ٤٥٢. وقال الترمذي: «حديث عمار حديث حسن صحيح. وقد روى عن عمار من غير وجه».
وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي ١/ ٤٤٢: «وأخرجه أحمد وأبو داود».
(٣) أي: تتحرك وتضطرب. وهذا الأثر في الاستيعاب: ٣/ ١١٣٦، ١١٣٧.
(٤) الاستيعاب: ٣/ ١١٤٠.
(٥) أي: تحت السيوف.
(٦) في المطبوعة: «شعاب هجر». والمثبت عن الاستيعاب، والنهاية، والسعفات: جمع سعفة- بالتحريك- وهي:
أغصان النخيل. وإنما خص هجر للمباعدة في المسافة، ولأنها موصوفة بكثرة النخيل.
(٧) الاستيعاب: ٣/ ١١٣٨، ١١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>