للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأما تحريم الخمر فأخبرنا به أبو ياسر بن أبي حبّة بإسناده عن عبد اللَّه بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن سلمان بن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان:

أن أباه أخبره: أنه كان يتجر في الخمر في زمن رسول اللَّه ، وأنه أقبل من الشام ومعه خمر في الزقاق، يريد بها التجارة. فأتى رسول اللَّه فقال: يا رسول اللَّه، إني جئتك بشراب جيّد؟ فقال رسول اللَّه : يا كيسان إنها قد حرمت [بعدك. قال: فأبيعها يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه : إنها قد حرمت] (١) وحرم ثمنها، فانطلق كيسان إلى الزقاق فأخذ بأرجلها، ثم أهراقها.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. وقال أبو موسى: كيسان أبو نافع أفرده الطبراني وابن شاهين وجعفر وغيرهم، عن كيسان أبى عبد الرحمن، وجمع أبو عبد اللَّه بينهما، وكأنهما اثنان، واللَّه أعلم.

قلت: قد اتفق أبو نعيم وأبو عمر على أن أبا نافع غير أبى عبد الرحمن، إلا أن أبا عمر جعل كيسان أبا عبد الرحمن غير كيسان بن عبد اللَّه بن طارق، وجعل كيسان بن عبد الله بن طارق هو أبو نافع، وهو مولى خالد بن أسيد، وجعل أبو نعيم وابن منده كيسان بن عبد اللَّه هو والد عبد الرحمن ولم ينسب أبو نعيم كيسان أبا نافع، واللَّه أعلم.

وقال أبو القاسم بن عساكر الدمشقيّ وقد ذكر هذا كيسان أبا نافع، وروى له حديث تحريم الخمر، وقال: ولكيسان هذا حديث آخر في نزول عيسى ابن مريم . قال:

وقد أخطأ ابن منده في كتابه خطأ فاحشا، فقال كيسان بن عبد اللَّه بن طارق، وقيل: ابن بشر عداده في أهل الحجاز، روى عنه ابناه عبد الرحمن ونافع، وساق في الترجمة هذا الحديث، وحديث عبد الرحمن، عن أبيه: رأيت النبي صلى في ثوب واحد - قال: وهما اثنان، أحدهما مدني، والآخر دمشقي. وقد فرق بينهما البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم في كتابه، والبغوي في معجمه، إلا أن ابن أبي حاتم قال في نسب أبى نافع: كيسان بن عبد الله (٢). وحكى ذلك عن ابن لهيعة. وما قالوه أولى بالصواب، وجعل ابن أبي عاصم كيسان أبا نافع، هو الّذي يروى تحريم الخمر ونزول عيسى ابن مريم، واللَّه أعلم.


(١) ما بين القوسين المعقوفين سقط من المطبوعة، وقد أثبتناه عن مسند الإمام أحمد: ٤/ ٣٣٥، ٣٣٦.
(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: ٣/ ٢/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>