للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما أفلت من مكة سار على رجليه ماشيا، فطلبوه فلم يدركوه، فنكبت إصبعه (١)، فمات عند بئر أبى عنبة (٢) - على ميل من المدينة.

قال مصعب: والصحيح أنه شهد عمرة القضيّة.

ولما شهد العمرة مع رسول اللَّه خرج خالد بن الوليد من مكة فارا، لئلا يرى رسول اللَّه وأصحابه بمكة.

فقال رسول اللَّه للوليد: لو أتانا خالد لأكرمناه، وما مثله سقط عليه (٣) الإسلام، في عقله. فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فوقع الإسلام في قلبه، وكان سبب هجرته.

ولما توفى الوليد قالت أم سلمة تبكيه، وهي ابنة عمه (٤):

يا عين فابكى للوليد بن الوليد بن المغيرة … قد كان غيثا في السّنين ورحمة فينا وميره (٥)

ضخم الدّسيعة ماجدا يسمو إلى طلب الوتيرة (٦) … مثل الوليد بن الوليد أبى الوليد كفى العشيرة

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة اللَّه بإسناده عن عبد اللَّه بن أحمد: حدّثنى أبى، حدّثنا محمد ابن جعفر، حدثنا شعبة، [عن يحيى بن سعيد (٧)] عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن الوليد بن الوليد أنه قال: يا رسول اللَّه، إني أجد وحشة في منامي؟ فقال النبيّ : إذا اضطجعت (٨) للنوم فقل: بسم اللَّه، أعوذ بكلمات اللَّه من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك، وبالحرى (٩) أن لا يقربك. (١٠) فقالها، فذهب ذلك عنه.

أخرجه الثلاثة.


(١) أي: نالتها الحجارة.
(٢) في المطبوعة: «عتبة»، بالتاء والباء. والصواب عن المصورة، ومراصد الاطلاع: ١/ ١٤١.
(٣) أي: لا يوجد مثله يعرف الإسلام.
(٤) كتاب نسب قريش: ٣٢٩، وطبقات ابن سعد: ٤/ ١/ ٩٨ - ٩٩، والاستيعاب: ٤/ ١٥٥٩.
(٥) الميرة: الطعام يمتاره الإنسان ويجتلبه.
(٦) الدسيعة: الجفنة، والعطية، وهذا كناية عن الكرم. والوتيرة: الذحل أو الظلم، تريد أنه لا ينام على دمه، بل يطلب بثأره.
(٧) ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد.
(٨) لفظ المسند: «إذا أخذت مضجعك.»
(٩) يقال: فلان حرى بكذا- على زنة فعيل، وحرى بكذا- بفتح الحاء والراء- أي: جدير وخليق.
(١٠) إلى هنا انتهى حديث الإمام أحمد كما في المسند: ٤/ ٥٧، ٦/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>