للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هاجرت إلى المدينة، فلما قتل عنها جعفر بن أبي طالب تزوّجها أبو بكر الصديق، فولدت له محمد بن أبي بكر. ثم مات عنها فتزوّجها علي بن أبي طالب، فولدت له يحيى، لا خلاف في ذلك (١).

وزعم ابن الكلبي أن عون بن علي أمه أسماء بنت عميس، ولم يقل ذلك غيره فيما علمنا.

وأسماء أخت ميمونة بنت الحارث زواج النبي ، وأخت أم الفضل امرأة العباس، وأخت أخواتهما (٢) لأمهم، وكن عشر أخوات لأمّ، وقيل: تسع أخوات. وقيل: إن أسماء تزوّجها حمزة بن عبد المطلب فولدت له بنتا ثم تزوّجها بعده شدّاد بن الهاد، ثم جعفر. وهذا ليس بشيء. إنما التي تزوّجها حمزة: سلمى بنت عميس أخت أسماء، وكانت أسماء بنت عميس أكرم الناس أصهارا، فمن أصهارها النبي ، وحمزة، والعباس وغيرهم.

روى عن أسماء عمر بن الخطاب، وابن عباس، وابنها عبد اللَّه بن جعفر، والقاسم بن محمد، وعبد اللَّه بن شداد بن الهاد - وهو ابن أختها - وعروة بن الزبير، وابن المسيب، وغيرهم.

وقال لها عمر بن الخطاب: نعم القوم، لولا أنا سبقناكم إلى الهجرة. فذكرت ذلك للنّبيّ فقال:

بل لكم هجرتان إلى أرض الحبشة وإلى المدينة.

أخبرنا إبراهيم وإسماعيل وغيرهما بإسنادهم إلى أبى عيسى قال: حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد (٣) بن رفاعة الزرقيّ: أن أسماء بنت عميس قالت: إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: نعم» (٤).

أخرجها الثلاثة.

قلت: قد نسب ابن منده أسماء كما ذكرناه عنه، ولا شك قد أسقط من النسب شيئا، فإنه جعل بينها وبين معدّ تسعة آباء، ومن عاصرها من الصحابة - بل من تزوّجها - بينه وبين معد عشرون أبا، كجعفر، وأبى بكر، وعلى. وقد يقع في النسب تعدد وطرافة، ولكن لا إلى هذا الحد! إنما يكون بزيادة رجل أو رجلين، وأما أن يكون أكثر من العدد فلا، والتفاوت بين نسبها ونسب أزواجها كثير جداً.


(١) كتاب نسب قريش: ٨١ - ٨٢، وجمهرة أنساب العرب: ٣٦١.
(٢) في المطبوعة: «أخواتها».
(٣) في المطبوعة: «عبيد اللَّه» والصواب عن المصورة والترمذي.
(٤) تحفة الأحوذي، أبواب الطب، باب «ما جاء في الرقية من العين»، الحديث ٢١٣٦: ٦/ ٢١٩ - ٢٢٠، وقال الترمذي: «حسن صحيح».

<<  <  ج: ص:  >  >>