للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن حذيم، ولم ينسبه، قال: وقال يعقوب بن إسحاق، عن حنظلة بن حنيفة بن حذيم قال: قال حذيم: يا رسول اللَّه، حنظلة أصغر بنىّ .. » الحديث، هكذا ذكره البخاري، ولم يجوّده.

وروى حنظلة هذا عن النبي : «لا يتم بعد احتلام». روى عنه الذيال بن عبيد بن حنظلة هذا قول أبى عمر.

وقال ابن منده: حنظلة بن حذيم بن حنيفة المالكي، ويقال: حنظلة بن حنيفة بن حذيم، وهو جد الذّيال بن عبيد، وقال: إنه من بنى أسد بن مدركة، ولا أعرف هذا النسب، فلعله أسد بن خزيمة بن مدركة. وقوله: مالكي يؤيد قولنا: إنه من أسد بن خزيمة، فإن مالكا بطن من بنى أسد بن خزيمة، قال: وهو الّذي حمله أبوه حنيفة إلى النبي فقال: يا رسول اللَّه، إني رجل ذو سن، وهذا أصغر ولدى، فشمّت (١) عليه، فقال: يا غلام، تعال، فمسح رأسه وقال: بارك اللَّه فيك.

وقد رواه عمر بن سهل المازني، عن الذيال بن عبيد بن حنظلة، قال: سمعت جدي حنظلة يحدث أبى وعمى أنّ حنظلة قال لبنيه: اجتمعوا. أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد اللَّه بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا زياد بن عبيد بن حنظلة بن حذيم، قال:

سمعت حنظلة بن حذيم، حدثني أن جده حنيفة قال لحذيم: «اجمع لي بنى فإنّي أريد أن أوصى، فجمعهم فقال: إن أول ما أوصى أن ليتيمى هذا الّذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية المطيّبة، فقال حذيم: يا أبة، إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا عند أبيك، فإذا مات رجعنا فيه.

قال: فبيني وبينكم فيه رسول اللَّه ، فقال حذيم: رضينا، وارتفع (٢) حذيم وحنيفة، وحنظلة معهم غلام وهو رديف لحذيم، فلما أتوا النبي سلموا عليه فقال النبي : ما رفعك يا حنيفة؟ قال:

هذا، وضرب بيده على فخذ حذيم، إني خشيت أن يفجأنى الكبر أو الموت، فأردت أن أوصى، وإني قلت: إن أول ما أوصى أن ليتيمى هذا الّذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية المطيّبة، فغضب النبي حتى رأينا الغضب في وجهه، وكان قاعدا فجثا على ركبتيه، وقال: لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، فإن كثرت فأربعون. قال: فودعوه، ومع اليتيم عصا وهو يضرب، فقال النبي : عظمت هذه هراوة يتيم، قال حنظلة: فدنا بي إلى النبي فقال: (٣) إن لي بنين ذوى لحي ودون ذلك، وإن ذا أصغرهم، فادع اللَّه تعالى له، فمسح رأسه وقال: بارك اللَّه فيكم، أو قال: بورك فيه».

في أصل السماع: زياد بن عبيد، وإنما هو ذيال بن عبيد، واللَّه أعلم.

أخرجه الثلاثة، وفيه من الاختلاف ما تراه.


(١) أي دعا له بالخير والبركة.
(٢) ارتفع: سار وذهب.
(٣) يعنى حذيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>