للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال النبي : كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد.

أخبرنا أبو الفضل عبد اللَّه بن أحمد الطوسي، أخبرنا نصر بن أحمد بن عبد اللَّه بن البَطر، إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، أخبرنا عبد الملك بن محمد أبو قِلابة الرقاشي، أخبرنا أبو ربيعة، أخبرنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: سمعت رسول اللَّه ، يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.

قال الأعمش: وحدثنا أبو صالح، عن جابر، عن النبي ، فقيل لجابر: إن البراء يقول: اهتَزّ السرير؟ فقال جابر: إنه كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رسول اللَّه يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.

أخبرنا إسماعيل بن عُبَيد اللَّه، وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى التِّرْمِذِي، قال: حدثنا محمود بن غَيْلَان، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: أهدى لرسول اللَّه ثوب حرير، فجعلوا يعجبون من لينه، فقال رسول اللَّه : أتعجبون من هذا؟ لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا.

قال: وأخبرنا الترمذي، أخبرنا عَبْد بن حُمَيد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن قتادة، عن أنس، قال: لما حُمِلت جنازة سعد بن مُعَاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته. وذلك لحُكْمِه في بني قريظة، فبلغ ذلك النبي ، فقال: إن الملائكة كانت تحمله.

وقال سعد بن أبي وقاص عن النبي أنه قال: لقد نَزَل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وَطَئوا الأرض قبل، وَبِحَقَ أعطاه اللَّه تعالى ذلك.

ومقاماته في الإسلام مشهودة كبيرة، ولو لم يكن له إلا يوم بدر

فإن النبي لما سار إِلى بدر، وأتاه خبر نَفِير قريش، استشار الناس، فقال المقداد فأحسن، وكذلك أبو بكر، وعمر، وكان رسول اللَّه يريد الأنصار، لأنهم عَدَدُ الناس، فقال سعد بن معاذ (١): واللَّه لكأنَّكَ تريدنا يا رسول اللَّه؟ قال: أجل. قال سعد: فقد آمنا بك وَصَدَّقناك، وشهدنا أن ما جئتَ به الحق، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول اللَّه لما أردت، فنحن معك، فو الّذي بعثك بالحق، لو استعرضْت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجلٌ واحد،


(١) ينظر سيرة ابن هشام: ١/ ٦١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>