للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دينك، فأسلم. ثم أتتني صاحبتي، فقلت لها مثل ذلك، فأسلمت، وقالت: أيخاف عليّ من ذي الشّرى (١)؟ - صنم لهم - فقلت: لا، أنا ضامن لذلك.

ثم دعوت دوسا فأبطئوا عن الإسلام، فرجعت إلى رسول اللَّه بمكة، فقلت: يا رسول اللَّه، إنه قد غلبني على دوس الزنا، فادع اللَّه عليهم. فقال: اللَّهمّ اهد دوسا، ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم.

قال: فرجعت، فلم أزل بأرض قومي دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر (٢) النبي إلى المدينة، وقضى بدرا وأحدا والخندق، ثم قدمت على رسول اللَّه بمن أسلم معي من قومي، ورسول اللَّه بخيبر، حتى نزلت المدينة بسبعين أو بثمانين بيتا من دوس، ثم لحقنا برسول اللَّه بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين.

ثم لم أزل مع رسول اللَّه حتى فتح اللَّه، ﷿، عليه مكة، فقلت: يا رسول اللَّه، ابعثني إلى ذي الكفّين - صنم عمرو ابن حممة - حتى أحرقه.

فخرج إليه طفيل يقول وهو يحرقه، وكان من خشب (٣).

يا ذا الكفين (٤) لست من عبّادكا … ميلادنا أقدم من ميلادكا!

إنّي حشوت النار في فؤادكا

ثم رجع طفيل إلى رسول اللَّه ، فكان معه بالمدينة، حتى قبض اللَّه رسول اللَّه ، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدا أهل الرّدّة حتى فرغوا من نجد، وسار مع المسلمين إلى اليمامة، فقال لأصحابه: إني رأيت رؤيا فاعبروها، إني رأيت رأسي حلق، وأنه خرج من فمي طائر، وأنه لقيتني امرأة فأدخلتني في فرجها، وأرى ابني عمرا يطلبني طلبا حثيثا، ثم رأيته حبس عنى، قالوا: خيرا، قال: أما أنا فقد أوّلتها، أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحى، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي، فأغيّب فيها، وأما طلب ابني لي ثم حبسه عنى فإنّي أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابني، فقتل الطفيل باليمامة شهيدا،


(١) في سيرة ابن هشام ١/ ٣٨٤: «أتخشى على الصبية من ذي الشري شيئا؟».
(٢) في المطبوعة: حتى هاجروا إلى النبي. وفي سيرة ابن هشام كما في أصلنا.
(٣) الرجز في كتاب الأصنام للكلبي: ٣٧، وسيرة ابن هشام: ١/ ٣٨٥.
(٤) قال السهيليّ في الروض ١/ ٢٣٥، «أراد للكفين، بالتشديد، فخفف للضرورة».

<<  <  ج: ص:  >  >>