للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

﴿إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا﴾ (١) مع من؟ فبسط يد أبى بكر فضرب عليها، ثم قال للناس: بايعوا. فبايع الناس أحسن بيعة».

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد اللَّه بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حسين (٢) ابن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه قال: «لما قبض رسول اللَّه قالت الأنصار: «منا أمير ومنكم أمير» فأتاهم عمر فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول اللَّه أمر أبا بكر أن يؤمّ الناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالوا:

«نعوذ باللَّه أن نتقدّم أبا بكر».

أخبرنا القاسم بن علي الدمشقيّ، عن أبيه، أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، حدثنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا أبو محمد بن النحاس، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا مشرف بن سعيد الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللَّه قال:

كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بنى ساعدة بكلام قاله عمر، قال: أنشدكم باللَّه، أمر أبو بكر أن يصلى بالناس؟ قالوا: اللَّهمّ نعم. قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامه الّذي أقامه فيه رسول اللَّه ؟ قالوا: كلنا لا تطيب أنفسنا، نستغفر اللَّه!.

وقد ورد في الصحيح حديث عمر في بيعة أبى بكر، وهو حديث طويل، تركناه لطوله وشهرته (٣).

ولما توفى رسول اللَّه ارتجت مكة، فسمع بذلك أبو قحافة فقال: ما هذا؟ قالوا:

قبض رسول اللَّه . قال: أمر جليل، فمن ولى بعده؟ قالوا: ابنك. قال: فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم. قال: لا مانع لما أعطى اللَّه، ولا معطي لما منع.

وكان عمر بن الخطاب أول من بايعه، وكانت بيعته في السّقيفة يوم وفاة رسول اللَّه ثم كانت بيعة العامة من الغد. وتخلف عن بيعته: عليّ، وبنو هاشم، والزّبير بن العوّام، وخالد بن سعيد بن العاص، وسعد بن عبادة الأنصاري. ثم إن الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بنت رسول اللَّه إلا سعد بن عبادة، فإنه لم يبايع أحدا إلى أن مات. وكانت بيعتهم بعد ستة أشهر على القول الصحيح، وقيل غير ذلك.


(١) سورة التوبة، الآية ٤٠.
(٢) في المطبوعة: «مسعود بن علي» وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، ومسند أحمد: ١/ ٣٩٦. ولم نجد من يدعى «مسعود بن علي». وحسين بن علي بن الوليد الجعفي يروى عن زائدة، وعنه الإمام أحمد: ينظر التهذيب ٢/ ٣٥٧، ٣٥٨.
(٣) البخاري، باب فضائل أصحاب النبي : ٥/ ٨٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>