للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك حتى قَدم بي إلى المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقبَاء قال: زوجك في هذه القرية - وكان أبو سلمة نازلاً بها - فدخلتها على بركة اللَّه تعالى، ثم انصرف راجعاً إلى مكة.

وكانت تقول: ما أعلم أهل بيت أصابهم في الإسلام ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحباً قط. كان أكرم من عثمان بن طلحة (١).

وقيل: إنها أول ظعينة هاجرت إلى المدينة، واللَّه أعلم. وتزوجها رسول اللَّه بعد أبي سلمة.

أخبرنا يعيش بن صدقة الفقيه بإسناده عن أحمد بن شعيب: أخبرنا محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم، حدثنا يزيد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البُناني، حدثني ابن عُمَر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أُم سلمة قالت: لما انقضت عِدَّتها بعث إليها أبو بكر يخطبها عليه فلم تزوجه. فبعث إليها رسولُ اللَّه عمر بن الخطاب يخطبها عليه، فقُلت: أخبر رسول اللَّه أني امرأة غَيرى، وأني امرأة مُصبية (٢)، وليس أحد من أوليائي شاهد. فأتى رسول اللَّه فذكر ذلك له، فقال: ارجع إليها فقل لها. أما قولك «إني امرأة غيري» فسأدعو اللَّه فيذهب غيرتك، وأما قولك «إني امرأة مُصْبِيَة» فستُكفَينَ صبيانك، وأما قولك «ليس أحد من أوليائي شاهد» فليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك. فقالت لابنها عمر: قم فزوج رسول اللَّه . فزوجه … مختصراً (٣).

أخبرنا أرسلان بن يغان أبو محمد الصوفي، أخبرنا أبو الفضل بن طاهر بن سعيد بن أَبي سعيد المَيْهَنِيّ الصوفي، أخبرنا أبو بكر أحمد (٤) بن علي بن خلف، أخبرنا الحاكم أبو عبد اللَّه محمد ابن عبد اللَّه، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا الحسن بن مُكْرم، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء


(١) سيرة ابن هشام: ١/ ٤٦٩ ٤٧٠.
(٢) أي: ذات صبيان.
(٣) سنن النسائي، كتاب النكاح، باب «إنكاح الابن أمه»: ٦/ ٨١.
(٤) في المطبوعة: «أبو بكر بن أحمد». والمثبت عن المصورة، وانظر هذا السند في: ٤/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>