للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألا من مبلغٌ عني لؤَيا … فبعد اليوم دائلة تَدُول

وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا … وقائِعَنا بها يُشْفَى الغليل

نسِيتم ضربنا بِقليبِ بدر … غداة أتاكم الموت العجيل

غداة ثوى أبو جهْلٍ صريعاً … عليه الطيرُ حائمةً تجول

وعتبة وابنه خرّا جميعا … وشيبة عضّه السيف الصقيلُ

ألا يا هندُ لا تبدي شماتا … بحمزة إنَّ عزكم ذليلُ

ألا يا هندُ فابكي لا تملّي … فأنْتِ الوالِه العَبْرَى الثكولُ (١)

وكان مقتل حمزة للنصف من شوال من سنة ثلاث، وكان عمره سبعاً وخمسين سنة، على قول من يقول: إنه كان أسن من رسول اللَّه بسنتين، وقيل: كان عمره تسعاً وخمسين سنة، على قول من يقول: كان أسن من رسول اللَّه بأربع سنين، وقيل: كان عمره أربعاً وخمسين سنة، وهذا يقوله من جعل مُقام النبي بمكة بعد الوحي عشر سنين، فيكون للنبي اثنتان وخمسون سنة، ويكون لحمزة أربع وخمسون سنة، فإنهم لا يختلفون في أن حمزة أكبر من النبي .

أخبرنا أبو جعفر عبيد اللَّه بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني رجل من أصحابي، عن مِقْسم، وقد أدركه، عن ابن عباس، قال: صلى رسول اللَّه على حمزة فكبر سبع تكبيرات، ثم لم يؤت بقتيل إلا صلى عليه معه، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة (٢).

وأخبرنا فتيان بن محمود بن سودان، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر، أَخبرنا أَبو الحسين بن النَّقُور، أَخبرنا أَبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن الجراح، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، أخبرنا سعيد بن ميسرة البكري، عن أنس بن مالك قال: كان النبي إذا كبر على جنازة كبر عليها أربعاً، وأنه كبر على حمزة سبعين تكبيرة.

وقال أبو أحمد العسكري: وكان حمزة أول شهيد صلى عليه رسول اللَّه .

أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا بن علي الشاهد، ومسمار بن أبي بكر بن العويس، وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن اسماعيل الجعفي الإمام، حدثنا عبد اللَّه بن يوسف، أخبرنا الليث، حدثني ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن جابر بن عبد اللَّه قال: «كان النبي يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر واحد، يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. وأمر بدفنهم في دمائهم، فلم يغسلوا، ودفن حمزة وابن أخته عبد اللَّه بن جحش في قبر واحد، وكفن حمزة في نَمِرة (٣) فكان إذا تركت على رأسه بدت رجلاه، وإذا


(١) في سيرة ابن هشام: الهبول، وهي الفاقدة.
(٢) ينظر المصدر السابق: ٢ - ٩٧.
(٣) هي إزار مخطط من صوف مما يلبسه الأعراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>