للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إياه على أنفسهم إذا أيقنوا باتهامه (١) إياهم، فإن بسط يده بقتلهم، وأولغ سيفه فى دمائهم، وأسرع الوثوب بهم، أشعرهم جميعا الخوف، وشملهم الرعب، ودعاهم إليك الهرب، فتهافتوا نحوك بالنصيحة، وأمّوك بالطلب (٢) وإن كان متأنّيا محتملا، رجوت أن تستميل إليك بعضهم، وتستدعى بالطمع ذوى الشّره (٣) منهم، وتنال بذلك ما تحبّ من أخبارهم إن شاء الله.

إذا تدانى الصّفّان، وتواقف الجمعان، واحتضرت الحرب، وعبّأت أصحابك لقتال عدوهم، فأكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، والتوكل على الله عز وجل، والتفويض إليه، ومسألته توفيقك وإرشادك، وأن يعزم لك على الرشد المنجى (٤)، والعصمة الكالئة، والحياطة الشاملة.

ومر جندك بالصمت وقلة التلفّت عند المصاولة (٥)، وكثرة التكبير فى نفوسهم، والتسبيح بضمائرهم، وألّا يظهروا تكبيرا إلا فى الكرّات والحملات، وعند كل زلفة يزدلفونها، فأمّا وهم وقوف فإن ذلك من الفشل والجبن وليذكروا الله فى أنفسهم، ويسألوه نصرهم وإعزازهم (٦) وليكثروا من قول: لا حول ولا قوّة إلا بالله العلى العظيم، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم انصرنا على عدوك وعدونا الباغى، واكفنا شوكته المستحدّة، وأيّدنا بملائكتك الغالبين، واعصمنا بعونك من الفشل والعجز، إنك أرحم الراحمين.

وليكن فى عسكرك مكبّرون بالليل والنهار قبل المواقتة، وقوم موقوفون (٧) يحضّونهم على القتال، ويحرّضونهم على عدوهم، ويصفون لهم منازل الشهداء وثوابهم


(١) فيه «بأنها مناياهم» وهو تحريف.
(٢) هذه الجملة ساقطة منه.
(٣) فيه «ذوى الشر» وهو تحريف.
(٤) هذه الكلمة ساقطة منه، وفيه «والحيطة» وهو تحريف.
(٥) فيه «وقلة التلفت إلى المشار له».
(٦) قوله «وليذكروا ... إلى وإعزازهم» ساقط منه.
(٧) فيه «قبل المواقعة يطوفون عليهم يحضونهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>