وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن: اكتب إلىّ يا أبا سعيد بموعظة فأوجز، فكتب إليه:
«أما بعد يا أمير المؤمنين: فكأنّ الذى كان لم يكن، وكأن الذى هو كائن قد نزل، واعلم يا أمير المؤمنين أن الصبر- وإن أذاقك تعجيل مرارته- فلنعم ما أعقبك من طيب حلاوته، وحسن عاقبته، وأن الهوى- وإن أذاقك طعم حلاوته- فلبئس ما أعقبك من مرارته وسوء عاقبته، واعلم يا أمير المؤمنين أن الفائز من حرص على السلامة فى دار الإقامة، وفاز بالرحمة فأدخل الجنة».
(الحسن البصرى لابن الجوزى ص ٥٤)
[٤٢٩ - كتاب الحسن إلى عمر]
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصرى «عظنى» فكتب إليه الحسن:
«أما بعد: يا أمير المؤمنين، فكن للمثل من المسلمين أخا، وللكبير ابنا، وللصغير أبا، وعاقب كلّ واحد منهم بذنبه على قدر جسمه، ولا تضربن لغضبك سوطا واحدا فتدخل النار (١)». (سيرة عمر لابن الجوزى ص ١٢٤)
[٤٣٠ - كتاب الحسن إلى عمر]
وكتب الحسن البصرى إلى عمر بن عبد العزيز:
«واعلم أن الهول الأعظم، ومفظعات الأمور أمامك لم يقطع منها بعد، وأنه لا بدّ والله لك من مشاهدة ذلك ومعاينته، إمّا بالسلامة والنجاة منه، وإما بالعطب».
(سيرة عمر لابن الجوزى ص ١٢٤)
(١) ورد هذا القول فى سيرة عمر لابن الجوزى ص ١١ منسوبا إلى محمد بن كعب القرظى.