للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرض منه إلا بالكثير، وأما العدل فلا رخصة فيه فى قريب ولا بعيد، ولا فى شدة ولا رخاء، والعدل وإن رئى ليّنا فهو أقوى وأطفأ للجور، وأقمع للباطل من الجور، وإن رئى شديدا، فهو أنكش (١) للكفر، فمن تمّ على عهده من أهل السواد، ولم يعن عليكم بشئ، فلهم الذمة وعليهم الجزية، وأمّا من ادّعى أنه استكره ممن لم يخالفهم إليكم، أو يذهب فى الأرض فلا تصدّقوهم بما ادّعوا من ذلك، إلا أن تشاءوا وإن لم تشاءوا فانبذ إليهم، وأبلغوهم مأمنهم».

[٢٠٣ - كتاب عمر إلى سعد]

وأجاب فى كتاب أبى الهياج:

«أما من أقام ولم يجل وليس له عهد فلهم ما لأهل العهد بمقامهم لكم وكفّهم عنكم إجابة، وكذلك الفلاحون إذا فعلوا ذلك، وكل من ادّعى ذلك فصدّق فلهم الذمة، وإن كذّبوا نبذ إليهم، وأما من أعان وجلا فذلك أمر جعله الله لكم، فإن شئتم فادعوهم إلى أن يقيموا لكم فى أرضهم، ولهم الذمة وعليهم الجزية، وإن كرهوا ذلك فاقسموا ما أفاء الله عليكم منهم».

(تاريخ الطبرى ٤: ١٤٥)

[٢٠٤ - كتاب عمر إلى سعد بن أبى وقاص]

وكتب عمر رضى الله عنه إلى سعد بن أبى وقّاص حين افتتح السّواد:

«أما بعد: فقد بلغنى كتابك تذكر فيه أن الناس قد سألوك أن تقسم بينهم مغانمهم وما أفاء الله عليهم، فإذا أتاك كتابى هذا، فانظر ما أجلب الناس عليك به إلى العسكر من كراع (٢)، ومال، فاقسمه بين من حضر من المسلمين، واترك


(١) نكشه كنصر وضرب: استخرج ما فيه.
(٢) الكراع: اسم يجمع الخيل، وفى فتح البلدان ومعجم البلدان: «فانظر ما أجلب عليه أهل العسكر بخيلهم وركابهم من مال أو كراع فاقسمه بينهم بعد الخمس».

<<  <  ج: ص:  >  >>