للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥١٩ - كتاب إبراهيم بن محمد إلى شيعته بخراسان]

وفى سنة ١٢٨ هـ وجّه إبراهيم بن محمد أبا مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراسانى (١) إلى خراسان، وكتب إلى أصحابه:

«إنى قد أمرته بأمرى، فاسمعوا منه واقبلوا قوله، فإنى قد أمّرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك.

فأتاهم فلم يقبلوا قوله، وخرجوا من قابل، فالتقوا بمكة عند إبراهيم، فأعلمه


(١) قال ابن أبى الحديد- م ٢: ص ٢١٥ - «لم يكن أبو مسلم معلوم النسب، وقد اختلف فيه:
أهو مولى أم عربى؟ » وقال ابن خلكان فى ترجمته «وفيات الأعيان ١: ٢٨٠» أبو مسلم عبد الرحمن ابن مسلم، وقيل عثمان الخراسانى القائم بالدعوة العباسية، وقيل هو إبراهيم بن عثمان بن يسار بن سدوس ابن جودرن، من ولد بزرجمهر بن البختكان الفارسى، وقد اختلف الناس فى نسبه، فقيل إنه من العرب، وقيل إنه من العجم، وقيل من الأكراد، وفى ذلك يقول أبو دلامة: (حين قتله المنصور فى خلافته كما سيأتى فى الجزء الثالث إن شاء الله).
أبا مجرم ما غير الله نعمة ... على عبده حتى يغيرها العبد
أفى دولة المنصور حاولت غدرة؟ ... ألا إن أهل الغدر آباؤك الكرد
وقال ابن طباطبا فى الفخرى ص ١٢٣: «أما نسبه ففيه اختلاف كثير، فقيل هو حر من ولد بزرجمهر، وإنه ولد بأصفهان، ونشأ بالكوفة، فاتصل بإبراهيم الإمام بن محمد بن على بن عبد الله ابن عباس، فغير اسمه وكناه بأبى مسلم، وثقفه وفقهه، حتى كان منه ما كان.
وأما هو فإنه لما قويت شوكته ادعى أنه ابن سليط بن عبد الله بن عباس، وكان لعبد الله بن عباس جارية فوقع عليها مرة، ثم اعتزلها مدة فاستنكحها عبدا فوطئها، فولدت منه غلاما سمته سليطا، ثم ألصقته بعبد الله بن عباس، وأنكره عبد الله ولم يعترف به، ونشأ سليط وهو أكره الخلق إلى عبد الله بن عباس، فلما مات عبد الله نازع سليط ورثته فى ميراثه، وأعجب ذلك بنى أمية، ليغضوا من على بن عبد الله بن عباس، فأعانوه وأوصوا قاضى دمشق فى الباطن، فمال إليه فى الحكم وحكم له بالميراث، فادعى أبو مسلم حين قويت شوكته أنه من ولد سليط هذا».
وقد قرعه المنصور بذنوبه لما أراد قتله؛ فكان فيما قال له: «ألست الكاتب إلىّ تبدأ بنفسك قبلى؟ ألست الكاتب إلى تخطب أمينة بنت على (عمة المنصور) وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن العباس! لقد ارتقيت- لا أم لك- مرتقى صعبا؟ تقر على نفسك أنك دعى ثم ترغب فى بنات العباس! انظر تاريخ الطبرى، ٩: ١٦٧ ووفيات الأعيان ١: ٢٨٣ وغرر الخصائص الواضحة ص ٧٥ وفى غرر الخصائص أيضا «كان أبو مسلم عبدا لعيسى بن معقل، فباعه لأخيه إدريس- جد أبى دلف- ثم اشتراه منه بكر بن ماهان بأربعمائة درهم، وبعث به إلى إبراهيم الإمام، وما زال قدره ينبل حتى أرسله إبراهيم بالدعوة لبنى العباس سنة ١٢٨، وقدم إلى خراسان يدعو الناس إلى طاعتهم، فانطلق فتية من أهل مرو نساك فأتوه فى عسكره فسألوه عن نسبه، فقال: خبرى خير لكم من نسبى».

<<  <  ج: ص:  >  >>