فإن قليل الشرّ كثير، واعلموا أن الذى ألّف بين القلوب هو الذى يفرّقها، ويباعد بعضها من بعض، سيروا وسيرة قوم يريدون الله لئلا تكون لهم على الله حجّة».
[٢٨٧ - كتابه إلى عماله]
وكتب إليهم أيضا:
«إن الله ألّف بين قلوب المسلمين على طاعته، وقال سبحانه: «لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» وهو مفرّقها على معصيته، ولا تعجلوا على أحد بحدّ قبل استيجابه، فإن الله تعالى قال:«لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ» من كفر داويناه بدوائه، ومن تولّى عن الجماعة أنصفناه وأعطيناه حتى نقطع حجته وعذره، إن شاء الله».
(أشهر مشاهير الإسلام ج: ٤ ص ٧٥٥)
[٢٨٨ - كتاب عثمان إلى الوليد بن عقبة]
وولّى عثمان الوليد بن عقبة الكوفة، ومنع أهل أذربيجان وأرمينية ما كانوا صالحوا المسلمين عليه أيام عمر، فغزاهم الوليد ووطئهم بجيشه، فانقادوا له، وطلبوا إليه أن يتمّ لهم على ذلك الصلح، فقبل وقبض منهم المال- وكان ذلك سنة ٢٤ - هـ
ولما أصاب حاجته من أرمينية، ودخل الموصل فنزل الحديثة، أتاه كتاب من عثمان رضى الله عنه:
«أما بعد: فإن معاوية بن أبى سفيان كتب إلىّ يخبرنى أن الروم قد أجلبت على المسلمين بجموع عظيمة، وقد رأيت أن يمدّهم إخوانهم من أهل الكوفة، فإذا أتاك كتابى هذا، فابعث رجلا ممن ترضى بحدته وبأسه وشجاعته وإسلامه، فى ثمانية آلاف، أو تسعة آلاف، أو عشرة آلاف إليهم، من المكان الذى يأتيك فيه رسولى والسلام».