جاء فى وفيات الأعيان ١: ٤٩٧ «والمبرد بضم الميم وفتح الباء والراء المشددة لقب عرف به، واختلف العلماء فى سبب تلقيبه بذلك، فالذى ذكره ابن الجوزى فى كتاب الألقاب أنه قال: سئل المبرد لم لقبت بهذا اللقب؟ فقال: كان سبب ذلك أن صاحب الشرطة طلبنى للمنادمة والمذاكرة فكرهت الذهاب إليه، فدخلت إلى أبى حاتم السجستانى، فجاء رسول الوالى يطلبنى، فقال لى أبو حاتم: ادخل فى هذا، يعنى غلاف مزملة (وهى البرادة التى يبرد فيها الماء) فارغا، فدخلت فيه وغطى رأسه، ثم خرج إلى الرسول، وقال: ليس هو عندى، فقال: أخبرت أنه دخل إليك، فقال: أدخل الدار وفتشها، فدخل فطاف كل موضع فى الدار ولم يفطن لغلاف المزملة، ثم خرج فجعل أبو حاتم يصفق وينادى على المزملة المبرد المبرد، وتسامع الناس بذلك فلهجوا به، وقيل إن الذى لقبه به شيخه أبو عثمان المازنى، وقيل غير ذلك» وجاء فى المزهر للسيوطى ٢: ٢٦٧ فى «فصل فى معرفة الألقاب وأسبابها»: «قال السيرافى: لما صنف المازنى كتابه الألف واللام سأل المبرد عن دقيقه وعويصه فأجابه بأحسن جواب: فقال له: قم فأنت المبرد بكسر الراء أى المثبت للحق، فغيره الكوفيون وفتحوا الراء». (٢) ذكر صاحب الأغانى فى ترجمة ابن المدبر أنه كان يتولى البصرة (ج ١٩: ص ١٢٤) فالظاهر أن ذلك الاستهداء كان إبان توليه إياها، وقد كان المبرد من أئمة النحويين البصريين.