للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٧٢ - كتاب عمرو بن عثمان القينى إلى محمد بن عبيد الله العتبى]

وكان محمد (١) بن عبيد الله العتبىّ صديقا لعمرو بن عثمان القينىّ، فكتب إليه العتبى كتابا فزاده فى الدعاء، فكتب إليه عمرو:

يا بن الذّوائب من قريش والذّرى ... وسليل سادة ساكنى البطحاء (٢)

حاشا لمثلك أن يرانى قائلا ... بكرامة تزرى لديه برائى

لم ترض إذ كنّيتنى وبدأت بى ... حتى دعوت الله لى ببقائى

ولو اقتصرت على التى هى قيمتى ... فيما تبتّ قضيّة الحكماء

لكتبت لى: «عمرو بن عثمان» ولم ... تتبعه فى العنوان حرف دعاء

فاترك- جعلت فداك- إكرامى بما ... أخشى به عند الورى استغبائى (٣)

فالعين تصغر أن تقدّمها على ... أولاد «حرب» السّادة الكرماء

حلّوا من العز المنيع نيافه ... يحمون غيرهم ذرى العلياء (٤)

(أدب الكتاب ص ١٥٩)


(١) هو محمد بن عبيد الله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبى سفيان بن حرب بن أمية، وكان أديبا فاضلا وشاعرا مجيدا، والعتبى: نسبة إى جده عتبة بن أبى سفيان. قال ابن خلكان:
ويجوز أن تسكون نسبته إلى عتبة التى كان يقول الشعر فيها، وتوفى سنة ٢٢٨ - انظر ترجمته فى وفيات الأعيان ١: ٥٢٢.
(٢) الذوائب: جمع ذؤابة بالضم، وذؤابة كل شىء: أعلاه. والبطحاء: بطحاء مكة، أى مسيل واديها.
(٣) أى عدى من الأغبياء.
(٤) النياف: الجبل العالى الطويل، والمراد هنا: القمة والذروة، ويقال أيضا جمل نياف: أى طويل فى ارتفاع، وقصر نياف: أى مرتفع، قال فى اللسان: «وقد يجوز أن يكون نياف مصدرا ووصف به كما يوصف بالمصادر».

<<  <  ج: ص:  >  >>