للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١١ - كتب بين أبى مسلم وأبى العباس وأبى جعفر]

ولم يزل أبو مسلم مقيما بخراسان، حتى كتب إلى أبى العباس يستأذنه فى القدوم عليه للحج (سنة ١٣٦ هـ) - وإنما أراد أن يصلّى بالناس- فأذن له، وكتب إليه أن: «اقدم فى خمسمائة من الجند». فكتب إليه أبو مسلم: «إنّى قد وترت الناس، ولست آمن على نفسى». فكتب إليه أبو العباس أن: «أقبل فى ألف، فإنما أنت فى سلطان أهلك ودولتك، وطريق مكة لا يحتمل العسكر».

وكتب أبو العباس إلى أبى جعفر- وهو على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان-:

«إن أبا مسلم كتب إلىّ يستأذن فى الحج، وقد أذنت له، وقد ظننت أنه إذا قدم يريد أن يسألنى أن أولّيه إقامة الحج للناس، فاكتب إلىّ تستأذننى فى الحج، فإنك إذا كنت بمكة لم يطمع أن يتقدّمك». فكتب أبو جعفر إلى أبى العباس يستأذنه فى الحج، فأذن له فوافى الأنبار.

وشخص أبو مسلم فى ثمانية آلاف فرّقهم فيما بين نيسابور والرّى، وقدم بالأموال والخزائن فخلّفها بالرّىّ، وشخص منها فى ألف، وأقبل إلى أبى العباس فأعظمه وأكرمه، ثم استأذن أبا العباس فى الحج فأذن له، وقال: لولا أن أبا جعفر حاجّ لوليتك الموسم.

وقد قال أبو مسلم: أما وجد أبو جعفر عاما يحجّ فيه غير هذا! واضطغنها عليه.

(تاريخ الطبرى ٩: ١٥٣، ١٥٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>