للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«هذا ما قاضى عليه خالد بن الوليد مجّاعة بن مرارة وسلمة بن عمير وفلانا وفلانا قاضاهم على الصّفراء والبيضاء، ونصف السّبى (١)، والحلقة والكراع (٢) وحائط من كل قرية ومزرعة على أن يسلموا، ثم أنتم آمنون بأمان الله، ولكم ذمة خالد بن الوليد، وذمة أبى بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذمم المسلمين على الوفاء».

(تاريخ الطبرى ٣؛ ٢٥٣)

[٦٤ - كتاب أبى بكر إلى خالد بن الوليد]

ثم إن خالدا تزوج ابنة مجّاعة بن مرارة، فبلغ ذلك أبا بكر فكتب إليه كتابا يقطر الدم:

«لعمرى يا بن أمّ خالد، إنك لفارغ تنكح النساء، وبفناء بيتك دم ألف ومائتى رجل من المسلمين لم يجفف بعد».

فلما نظر خالد فى الكتاب جعل يقول: هذا عمل الأعيسر (٣)، يعنى عمر بن الخطاب.

(تاريخ الطبرى ٣: ٢٥٤)

[٦٥ - كتاب العلاء بن الحضرمى إلى ابى بكر]

وكتب العلاء بن الحضرمىّ، وهو على قتال المرتدّين بالبحرين، إلى أبى بكر رضى الله عنه:


(١) وكان قد صالحه أولا على نصف السبى، فقال مجاعة: أنطلق إليهم فأشاورهم وننظر فى هذا الأمر ثم أرجع إليك، فدخل مجاعة الحصون وليس فيها إلا النساء والصبيان ومشيخة فانية ورجال ضعفى، فظاهر الحديد على النساء، وأمرهن أن ينشرن شعورهن، وأن يشرفن على رءوس الحصون حتى يرجع إليهم، أتى خالدا فقال: قد أبوا أن يجيزوا ما صنعت وقد أشرف لك بعضهم نقضا على وهم منى براء، فنظر خالد إلى رءوس الحصون، وقد اسودت. فخالها ممتلئة بالرجال وعليهم الحديد، فقال مجاعة:
إن شئت صنعت شيئا فعزمت على القوم، قال: ما هو؟ قال: تأخذ منى ربع السبى وتدع ربعا، قال خالد:
قد فعلت، قال: قد صالحتك، فلما فرغا فتحت الحصون فإذا ليس فيها إلا النساء والصبيان! فقال خالد لمجاعة: ويحك خدعتنى! قال: قومى، ولم أستطع إلا ما صنعت.
(٢) الحلقة: الدرع، والكراع: اسم يجمع الخيل.
(٣) الأعيسر مصغر الأعسر: وهو من يعمل بالشمال (وهو أعسر يسر- كسبب- أى يعمل بيديه جميعا).

<<  <  ج: ص:  >  >>