وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصرى «عظنى وأوجز فكتب إليه:
«أما بعد، فإن رأس ما هو مصلحك، ومصلح به على يدك: الزهد فى الدنيا، وإنما الزهد باليقين، واليقين بالتفكر، والتفكر بالاعتبار، فإذا أنت تفكّرت فى الدنيا لم تجدها أهلا أن تبيع بها نفسك، ووجدت نفسك أهلا أن تكرمها بهوان الدنيا، فإنما الدنيا دار بلاء، ومنزل غفلة». (سيرة عمر لابن الجوزى ص ١٢٤)
[٤٣٢ - كتاب الحسن إلى عمر]
وكتب الحسن البصرى إلى عمر بن عبد العزيز:
«أما بعد، فلو كان لك عمر نوح، وملك سليمان، ويقين إبراهيم، وحكمة لقمان، فإن أمامك هول الموت، ومن ورائه داران، إن أخطأتك هذه صرت إلى هذه».
فبكى عمر بكاء شديدا.
وفى خبر آخر أن عمر كتب إلى فقهاء العراق أن يأتوه، فاعتل الحسن بفتق فى بطنه، وكتب إليه:
«يا أمير المؤمنين: إن استقمت استقاموا، وإن ملت مالوا، يا أمير المؤمنين، لو أن لك عمر نوح، وسلطان سليمان، ويقين إبراهيم، وحكمة لقمان، ما كان لك بدّ من أن تقتحم العقبة، ومن وراء العقبة الجنة والنار، من أخطأته هذه دخل هذه».