(٢) يقال: تم على الأمر وتمم عليه بالتحريك: أى استمر عليه. (٣) بعث إليه أبا حميد المروروذى وقال له «كلم أبا مسلم بألين ما تكلم به أحدا، ومنه، وأعلمه أنى رافعه وصانع به ما لم يصنعه به أحد إن هو صلح وراجع ما أحب، فإن أبى أن يرجع فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: لست للعباس، وأنا برىء من محمد- إن مضيت مشاقا ولم تأتنى- إن وكلت أمرك إلى أحد سواى، وإن لم أل طلبك وقتالك بنفسى، ولو خضت البحر لخضته، ولو اقتحمت النار لا قتحمتها حتى أقتلك أو أموت قبل ذلك، ولا تقولن له هذا الكلام حتى تأيس من رجوعه ولا تطمع منه فى خير» فسار إليه أبو حميد، حتى قدم عليه بحلوان، ودفع إليه الكتاب، وجعل يتلطف معه فى القول، فكان جوابه: ارجع إلى صاحبك فليس من رأيى أن آتيه» قال: قد عزمت على خلافه؟ قال: نعم، قال: لا تفعل، قال: ما أريد أن ألقاه. فلما آيسه من الرجوع قال له ما أمره به أبو جعفر، فوجم طويلا، وكسره ذلك القول ورعبه، ووافاه كتاب أبى داود (الآتى) على تلك الحال فزداه رعبا وهما، وتضعضع رأيه، وكتب إلى أبى جعفر يخبره أنه منصرف إليه.