للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعشها، وجعل- تعالى جدّه- ما ينعم به عليه بعدها من نعمة، معرّى من نقمة، وما يوليه بعد قبضها من منحة، مبرّأ من محنة، فأحكام الله- تعالى جدّه، وتقدست أسماؤه- جارية على غير مراد المخلوقين، لكنه تعالى يختار لعباده المؤمنين ما هو خير لهم فى العاجلة، وأبقى لهم فى الآجلة، اختار الله لك فى قبضها إليه، وقدومها عليه، ما هو أنفع لها وأولى بها، وجعل القبر كفؤا لها، والسلام».

وقيل إن هذه الرسالة لأبى الفضل بن العميد (١).

(وفيات الأعيان ١: ٣٩٠)

[٣٢٠ - كتابه له]

وكتب عمرو بن مسعدة:

وصل إلىّ كتابك، على ظمإ منى إليه، وتطلّع شديد، وبعد عهد بعيد، ولوم منى على ما مسستنى به من جفائك، على كثرة ما تابعت من الكتب، وعدمت من الجواب، فكان أولّ ما سبق إلىّ من كتابك السرور بالنظر إليه، أنسا بما تجدّد لى من رأيك، فى المواصلة بالمكاتبة، ثم تضاعف المسرّة بخبر السّلامة، وعلم الحال فى الهيئة، ورأيتك بما تظاهرت من الاحتجاج فى ترك الكتاب، سالكا سبيل التخلّص مما أنا مخلّصك منه، بالإغضاء عن إلزامك الحجّة فى ترك الابتداء والإجابة، وذكرت شغلك بوجوه من الأشغال كثيرة متظاهرة مملّة (٢) لا أجشّمك متابعة الكتب، ولا أحمل عليك المشاكلة بالجواب، ويقنعنى منك فى كل شهر


(١) وأنت إذا تأملت هذه الرسالة وجدتها بنسج ابن العميد أشبه، إذ تتجلى فيها الصنعة البديعية من الطباق والجناس الناقص والسجع مما كان عماد طريقته، ولم يكن فاشيا فى كتابة ابن مسعدة ولا كتاب عصره.
(٢) فى الأصل «ممكنة» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>