للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلك تلقى معنا هذا العدوّ المحلّ (١)، فتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتجامع المحقّ، وتباين المبطل، فإنه لا غنى بنا ولا بك عن أجر الجهاد، وحسبنا الله ونعم الوكيل».

وكتبه عبيد الله بن أبى رافع فى سنة سبع وثلاثين.

فاستخلف مخنف على أصبهان الحرث بن أبى الحرث بن الربيع، واستعمل على همذان سعيد بن وهب وكلاهما من قومه، وأقبل حتى شهد مع علىّ عليه السلام صفّين».

(شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٢٨٢)

[٤٢٨ - كتاب على إلى عبد الله بن عباس]

وكتب عبد الله بن عباس من البصرة إلى علىّ عليه السلام يذكر له اختلاف أهل البصرة، فكتب إليه علىّ عليه السلام:

«أما بعد: فقد قدم علىّ رسولك، وقرأت كتابك تذكر فيه حال أهل البصرة واختلافهم بعد انصرافى عنهم، وسأخبرك عن القوم:

هم بين مقيم لرغبة يرجوها، أو خائف من عقوبة يخشاها، فأرغب راغبهم بالعدل عليه، والإنصاف له، والإحسان إليه، واحلل عقدة الخوف عن قلوبهم،


(١) قال صاحب القاموس: (ورجل محل: منتهك للحرام، أو لا يرى للشهر الحرام حرمة). وجاء فى اللسان: (ويقال: المحل الذى يحل لنا قتاله، والمحرم: الذى يحرم علينا قتاله، ويقال: المحل الذى لا عهد له ولا حرمة، والمحرم: الذى له حرمة، وجاء فى كتاب الإمام إلى أخيه عقيل (وسنورده بعد) (فإن رأيى قتال المحلين) وفسره ابن أبى الحديد م ٤: ص ٥٧. قال: أى الخارجين من الميثاق والبيعة يعنى البغاة ومخالفى الإمام، ويقال لكل من خرج من إسلام أو حارب فى الحرم أو فى الأشهر الحرم محل، وعلى هذا فسر قول زهير: (وكم بالفتان من محل ومحرم) أى من لا ذمة له ومن له ذمة، وكذلك قول خالد ابن يزيد بن معاوية فى زوجته رملة بنت الزبير بن العوام:
ألا من لقلب معنى غزل ... بحب المحلة أخت المحل
أى ناقضة العهد أخت المحارب فى الحرم أو أخت ناقض بيعة بنى أمية. وقال المبرد فى الكامل أيضا (ج ٢: ص ١٦٨) (وكان عبد الله يدعى المحل لإحلاله القتال فى الحرم، وفى ذلك يقول رجل فى رملة بنت الزبير ... الخ) وكذا فى العقد الفريد ج ٤: ص ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>