وكتب أبو العيناء إلى بعض الرؤساء- وقد وعده بشىء فلم ينجزه: - «ثقتى بك تمنعنى من استبطائك، وعلمى بشغلك يدعونى إلى إذ كارك، ولست آمن- مع استحكام ثقتى بطولك، والمعرفة بعلوّ همتك- اخترام الأجل، فإن الآجال آفات الآمال، فسح الله فى أجلك، وبلّغك منتهى أملك، والسلام».
(وفيات الأعيان ١: ٥٠٥)
[٢٠٧ - كتاب أبى العباس بن ثوابة إلى إسماعيل بن بلبل]
وكتب أبو العباس (١) أحمد بن محمد بن ثوابة إلى إسمعيل بن بلبل حين صاهر الناصر لدين الله الموفّق بالله:
«بسم الله الرحمن الرحيم، بلغنى، للوزير- أيده الله- نعمة زاد شكرها على مقادير الشكر، كما أربى مقدارها على مقادير النعمة، فكان مثلها قول إبراهيم بن العباس:
بنوك غدوا آل النبىّ ووارثوا الخلافة والحاوون كسرى وهاشما
وأنا أسأل الله تعالى أن يجعلها موهبة ترتبط ما قبلها، وتنتظم ما بعدها، وتصل جلال الشرف، حتى يكون الوزير- أعزه الله- على سادة الوزراء موفيا، ولجميل العادة مستحقا، ولمحمود العاقبة مستوجبا، وأن يلبس خدمه وأولياءه من هذه الحلل الغالية ما يكون لهم ذكرا باقيا وشرفا مخلّدا».