للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طلب المختار بن أبى عبيد الثقفى بدم الحسين رضى الله عنه]

[١١٩ - كتاب المختار إلى عبد الله بن عمر]

وقدم المختار بن أبى عبيد الثّقفى (١) الكوفة فى رمضان سنة ٦٤ هـ، فأتاه بعض الشيعة ليلا، فساءلهم عن أمر الناس، وعن حال الشيعة، فقالوا له: إن الشيعة قد اجتمعت لسليمان بن صرد الخزاعىّ، وإنه لن يلبث يسيرا حتى يخرج، فجعل يزعم لهم أن محمد بن الحنفيّة قد بعثه إليهم أمينا ووزيرا، وأنه أمره بقتال الملحدين والطلب بدماء أهل بيته، وما زال حتى استمال طائفة من الشيعة، وعظمهم يومئذ مع ابن صرد:


(١) هو المختار بن أبى عبيد بن مسعود الثقفى، وقد كان لأبيه أبى عبيد شأن عظيم فى فتح فارس، فإن عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين ولى الخلافة، كان أول ما عمل به أن ندب الناس مع المثنى بن حارثة الشيبانى لقتال أهل فارس، وجعل يندبهم ثلاثة أيام فلا ينتدب أحد إلى فارس- وكان وجه فارس من أكره الوجوه إليهم وأثقلها عليهم فلما كان اليوم الرابع عاد فندب الناس، فكان أول منتدب أبو عبيد والد المختار، وقد أبلى أبو عبيد فى فتح فارس بلاء حسنا حتى مات فى وقعة الجسر وولد ابنه المختار فى السنة الأولى من الهجرة، ولم يكن المختار فى تشيعه لآل على بالمخلص، وكانت الشيعة تنقم عليه ما كان منه فى أمر الحسن بن على رضى الله عنه يوم طعن فى مظلم ساباط وحمل إلى المدائن- وكان عم المختار وهو سعد بن مسعود عاملا له على المدائن- فقال المختار لعمه: هل لك فى الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية، فقال له سعد: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه! بئس الرجل أنت! ولما قدم مسلم بن عقيل الكوفة من قبل الحسين رضى الله عنه، نزل دار المختار، فبايعه المختار فيمن بايعه من أهل الكوفة وناصحه ودعا إليه، ثم ظفر ابن زياد بمسلم وقتله، وأمر بالمختار فسجن، فبعث المختار إلى عبد الله بن عمر بالمدينة، يسأله أن يشفع له عند يزيد بن معاوية: - وكانت صفية أخت المختار تحت عبد الله بن عمر- فكتب ابن عمر إلى يزيد يشفع فيه فشفعه، وخلى ابن زياد سبيله، وأخرجه من الكوفة، فقدم الحجاز وبايع عبد الله بن الزبير، وقاتل معه حين حاصر مكة جيش يزيد تحت إمرة الحصين بن نمير، وأقام مع ابن الزبير بعد مهلك يزيد، حتى قدم الكوفة فى منتصف رمضان سنة ٦٤ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>