للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٣٩ - كتاب يعلى بن أمية إلى معاوية]

وكتب إليه يعلى بن أمية:

«إنا وأنتم يا بنى أمية كالحجر، لا يبنى بغير مدر (١)، وكالسيف لا يقطع إلا بضاربه، وصل كتابك بخبر القوم وحالهم، فلئن كانوا ذبحوه ذبح النّطيحة بودر بها الموت، لينحرنّ ذابحه نحر البدنة (٢) وافى بها الهدى الأجل، ثكلتنى من أنا ابنها إن تمت عن طلب وتر عثمان، أو يقال لم يبق فيه رمق، إنى أرى العيش بعد قتل عثمان مرّا، إن أدلج (٣) القوم فإنى مدلج، وأما قصدهم ما حوته يدى من المال، فالمال أيسر مفقود إن دفعوا إلينا قتلة عثمان، وإن أبوا ذلك أنفقنا المال على قتالهم، وإن لنا ولهم لمعركة نتناحر فيها نحر الجزّار النقائع (٤) عن قليل تصلّ لحومها».

وكتب فى أسفل الكتاب:

لمثل هذا اليوم أوصى الناس ... لا تعط ضيما أو يخرّ الراس

فكلّ هؤلاء كتبوا إلى معاوية يحرّضونه ويغرونه ويحركونه، إلا سعيد بن العاص، فإنه كتب بخلاف ما كتب به هؤلاء، كان كتابه:


(١) المدر: قطع الطين اليابس.
(٢) البدنة من الإبل والبقر كالأضحية من الغنم تهدى إلى مكة وتنحر بها. والهدى: ما يهدى إلى مكة، وثكلته أمه كفرح: فقدته.
(٣) أدلج: سار من أول الليل.
(٤) النقائع: جمع نقيعة كسفينة، وهى كل جزور جزرت للضيافة، ومنه: «الناس نقائع الموت» أى يجزرهم: جزر الجزار النقيعة، وصل اللحم كضرب صلولا وأصل. أنتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>