للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلّنا يأمل مدّا فى الأجل ... والمنايا هى آفات الأمل (١)

وقال عبيد الله بن عكراش: «زمن خئون، ووارث شفون (٢)، وكاسب حزون (٣)، فلا تأمن الخئون، وكن وارث الشّفون (٤)» وقال: يهرم ابن آدم ويشبّ معه خصلتان: الحرص والأمل» وكانوا يعيبون من يأكل وحده، وقالوا:

«ما أكل ابن عمر وحده قطّ»، وقالوا: «ما أكل الحسن (٥) وحده قط» وسمع مجاشع الرّبعىّ قولهم: «الشحيح أعذر من الظالم» فقال: «أخزى الله أمرين خيرهما الشحّ» وقال بكر بن عبد الله المزنىّ: «لو كان هذا المسجد مفعما بالرجال ثم قيل لى: من خيرهم؟ لقلت: خيرهم لهم (٦)» وقال النبى صلى الله عليه وسلم:

«ألا أنبئكم بشراركم؟ » قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده» وقالت امرأة عند جنازة رجل: أما والله ما كان مالك لبطنك، ولا أمرك لعرسك (٧)».

[٧١ - رسالة ابن التوءم إلى الثقفى]

فلما بلغت الرسالة ابن التوءم، كره أن يجيب أبا العاص، لما فى ذلك من المناقشة والمباينة (٨)، وخاف أن يترقّى الأمر إلى أكثر من ذلك، فكتب هذه وبعث بها إلى الثقفى:


(١) هكذا فى نسخة الشنقيطى، وفى غيرها آفات الأجل.
(٢) الشفون فى الأصل: الناظر بمؤخر عينه كراهة أو عجبا. والمعنى هنا الكاره المترقب وفاة مورثه
(٣) أى شديد الحزن.
(٤) اى أنفق بحيث لا تترك شيئا لوارثك: فإذا مات استفدت من إرثه ولم بستفد من إرثك.
(٥) يعنى الحسن البصرى.
(٦) أى خيرهم أكثرهم إسداء خير لهم.
(٧) العرس: الزوجة، أى كنت كريما مستقلا بتصريف أمورك.
(٨) أى الابتعاد والتهاجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>