«وفى سنة ٧٤ هـ عزل عبد الملك خالد بن عبد الله عن البصرة وولاها أخاه بشر ابن مروان، فصارت ولايتها وولاية الكوفة إليه، فشخص بشر إلى البصرة، واستخلف على الكوفة عمرو بن حريث.
فلما صار بشر بالبصرة كتب عبد الملك إليه:
«أما بعد، فابعث المهلب فى أهل مصره إلى الأزارقة، ولينتخب من أهل مصره وجوههم وفرسانهم وأولى الفضل والتجربة منهم، فإنه أعرف بهم، وخلّه ورأيه فى الحرب، فإنى أوثق شىء بتجربته ونصيحته للمسلمين، وابعث من أهل الكوفة بعثا كثيفا، وابعث عليهم رجلا معروفا شريفا حسيبا صليبا يعرف بالبأس والنجدة والتجربة للحرب، ثم أنهض إليهم أهل المصرين فليتبعوهم أىّ وجه ما توجّهوا، حتى يبيدهم الله ويستأصلهم، والسلام عليك».
فدعا بشر المهلب فأقرأه الكتاب وأمره أن ينتخب من شاء، وشقّ على بشر أن إمرة المهلب جاءت من قبل عبد الملك، فلا يستطيع أن يبعث غيره، فأوغرت صدره عليه حتى كأنه كان له إليه ذنب، ودعا بشر عبد الرحمن بن مخنف، فبعثه على أهل الكوفة، وأمره أن ينتخب فرسان الناس ووجوههم، وأولى الفضل منهم والنجدة.