للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣٠ - كتاب أبى عبيدة إلى عمر]

وبعث أبو عبيدة بن الجراح ليلة غدا من حمص إلى دمشق سفيان بن عوف ابن معقل رسولا إلى عمر رضى الله عنه، وكتب معه:

«أما بعد: فإن عيونى قدمت علىّ من أرض عدونا من القرية التى فيها ملك الروم، فحدّثونى بأن الروم قد توجّهوا إلينا، وجمعوا لنا من الجموع ما لم يجمعوه لأمة قط كانت قبلنا، وقد دعوت المسلمين، وأخبرتهم الخبر، واستشرتهم فى الرأى، فأجمع رأيهم على أن أن يتنحّوا عنهم حتى يأتينا رأيك، وقد بعثت إليك رجلا عنده علم ما قبلنا، فسله عما بدا لك، فإنه بذلك عليم، وهو عندنا أمين، ونستعين بالله العزيز العليم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليك».

(فتوح الشأم ص ١٣٨)

[١٣١ - رد عمر على أبى عبيدة]

فكتب إليه عمر رضى الله عنه:

«بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عبيدة بن الجراح، وإلى الذين معه من المهاجرين والأنصار، والتابعين بإحسان، والمجاهدين فى سبيل الله، سلام عليكم، فإنى أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد: فإنه بلغنى توجّهكم من أرض حمص إلى أرض دمشق، وترككم بلادا قد فتحها الله عليكم، وخلّيتموها (١) لعدوكم وخرجتم منها طائعين فكرهت هذا من رأيكم وفعلكم، وسألت رسولكم:

أعن رأى من جميعكم كان ذلك؟ فزعم أن ذلك كان من رأى خياركم وأولى النّهى (٢) منكم وجماعتكم، فعلمت أن الله عز وجل لم يكن ليجمع رأيكم إلا على توفيق وصواب


(١) فى الأصل «وفليتموها» بالفاء وهو تحريف.
(٢) النهى: العقل يكون واحدا وجمعا لنهية كفرصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>