للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخيل (١) وكل جيش غاز، وكل مصر، ومنبر، وثغر ظهرت عليه فيما بين الكوفة وأقصى بلاد أهل الشأم، علىّ الوفاء بذلك، علىّ عهد الله، فإن فعلت ذلك نلت به عند الله أفضل الكرامة، وإن أبيت هلكت هلاكا لا تستقيله أبدا، والسلام عليك».

فلما قضى إبراهيم قراءة الكتاب قال: قد كتب إلىّ ابن الحنفية، وقد كتبت إليه قبل اليوم، فما كان يكتب إلىّ إلا باسمه واسم أبيه، قال له المختار: إن ذلك زمان وهذا زمان، قال إبراهيم: فمن يعلم أن هذا كتاب ابن الحنفية إلىّ؟ فقال أصحاب المختار:

نشهد أن هذا كتاب محمد بن علىّ إليك، فقال إبراهيم للمختار: ابسط يدك أبايعك، فبسط المختار يده، فبايعه إبراهيم.

وجعل المختار وأصحابه يدبّرون أمورهم حتى اجتمع رأيهم على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأول سنة ٦٦ هـ، فثاروا بالكوفة وقاتلوا جند ابن مطيع فهزموهم، وحصروا ابن مطيع حتى اشتد عليه الحصار فهرب إلى البصرة، وخلص الأمر للمختار فبايعه الناس، وغلب على الكوفة (٢).

(تاريخ الطبرى ٧: ٩٩، وتاريخ الكامل لابن الأثير ٤: ٨٤)

[١٢٣ - كتاب عبد الرحمن بن سعيد بن قيس إلى المختار]

وكان مروان بن الحكم قد بويع بالخلافة بالشام «لثلاث خلون من ذى القعدة سنة ٦٤ هـ» فلما استوثقت له الشام بالطاعة، بعث جيشا إلى العراق عليه عبيد الله بن زياد، وجعل له إذ وجّهه إلى العراق ما غلب عليه، وأمره أن ينهب (٣) الكوفة إذا هو


(١) أى وليت القيادة.
(٢) قال المسعودى فى مروج الذهب (ج ٢: ص ٩٨) «وأخرج المختار بن مطيع وغلب على الكوفة، وابتنى لنفسه دارا، واتخذ بستانا أنفق عليه أموالا عظيمة أخرجها من بيت المال، وفرق الأموال على الناس بها تفرقة واسعة، وكتب إلى الزبير يعلمه أنه إنما أخرج ابن مطيع عن الكوفة لعجزه عن القيام بها، ويسوم ابن الزبير أن يحتسب له بما أنفقه من بيت المال، فأبى ابن الزبير ذلك عليه، فخلع المختار طاعته وجحد بيعته».
(٣) أى يجعلها نهبا يغار عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>