للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - كتابه صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك الفرس]

وبعث صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السّهمىّ (١) إلى كسرى أبرويز ملك الفرس، سنة ست، وبعث معه كتابا فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتّبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله عزّ وجل، فإنى أنا رسول الله إلى الناس كافّة لأنذر من كان حيّا، ويحقّ القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس (٢)».

فلما قرأ كسرى الكتاب غضب ومزّقه وقال: يكتب إلىّ هذا وهو عبدى، فقال صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك مزّق ملكه.

(السيرة الحلبية ٢: ٣٦٨، وصبح الأعشى ٦: ٣٧٧، وتاريخ الطبرى ٣:

٩٠، وتاريخ الكامل لابن الأثير ٢: ٨١، وإعجاز القرآن ص ١١٣، والمواهب اللدنية للقسطلانى «شرح الزرقانى ٣: ٣٨٩»)

[٥ - كتابه صلى الله عليه وسلم إلى النجاشى ملك الحبشة]

وبعث صلى الله عليه وسلم عمرو بن أميّة الضّمرىّ إلى النّجاشىّ ملك الحبشة سنة ست، وبعث معه كتابا فيه


- الروم، هل لكم فى الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم، فتبايعوا هذا النبى؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان منهم، (إذ قالوا له:
أتدعونا أن نترك النصرانية ونصير عبيدا لأعرابى؟ ) قال: ردوهم على، وقال: إنى قلت مقالتى آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه». وروى أنه كتب كتابا وأرسله مع دحية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: إنى مسلم، ولكننى مغلوب، وأرسل بهدية» فلما قرئ عليه الكتاب، قال: كذب عدو الله ليس بمسلم، وقبل هديته وقسمها بين المسلمين.
(١) وكان يتردد على كسرى كثيرا، وقيل بعث أخاه خنيسا، وقيل أخاه خارجة، وقيل شجاع ابن وهب، وقيل عمر بن الخطاب رضى الله عنهم.
(٢) أى إثم أتباعك ورعاياك.

<<  <  ج: ص:  >  >>