للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٢٤ - كتابه إلى عدى بن أرطاة]

وكتب إليه:

«أما بعد: فإنك لن تزال تعنّى (١) إلىّ رجلا من المسلمين فى الحر والبرد يسألنى عن السّنّة، كأنك إنما تعظمنى بذلك، وايم الله لحسبك بالحسن (٢)، فإذا أتاك كتابى هذا فسل الحسن لى ولك وللمسلمين، فرحم الله الحسن فإنه من الإسلام بمنزل ومكان ولا تقرئنّه كتابى هذا». (سيرة عمر لابن الجوزى ص ١٠١)

[٣٢٥ - كتابه إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن والى الكوفة]

ويروى أن بلال بن أبى بردة (٣) وفد على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، فسدك (٤) بسارية من المسجد، فجعل يصلّى إليها ويديم الصلاة، فقال عمر بن عبد العزيز للعلاء ابن المغيرة بن البندار: إن يكن سرّ هذا كعلانيته، فهو رجل أهل العراق غير مدافع، فقال العلاء: أنا آتيك بخبره، فأتاه وهو يصلى بين المغرب والعشاء، فقال:

اشفع (٥) صلاتك، فإن لى إليك حاجة ففعل، فقال له العلاء: قد عرفت حالى من أمير المؤمنين، فإن أنا أشرت بك على ولاية العراق فما تجعل لى؟ قال: لك عمالتى (٦) سنة- وكان مبلغها عشرين ألف ألف درهم- قال: فاكتب لى بذلك، فارقدّ (٧) بلال إلى منزله، فأتى بدواة وصحيفة، فكتب له بذلك، فأتى العلاء عمر بالكتاب، فلما رآه كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب- وكان والى الكوفة-:


(١) عناه: أتعبه.
(٢) يعنى الحسن البصرى.
(٣) هو بلال بن أبى بردة عامر بن أبى موسى الأشعرى.
(٤) سدك به: لزمه، والساربة. الأسطوانة من حجارة أو آجر وجمعها السوارى.
(٥) أى أجعلها شفعا: أى ركعتين لا أربعا والمراد خفف صلاتك وعجل.
(٦) العمالة مثلثة العين: أجر العامل.
(٧) ارقد: أسرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>