للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يستحقّ بها إرث، والمتعلق بها كالواغل (١) المدفّع، والنّوط المذبذب».

فلما قرأ زياد الكتاب، قال: شهد بها وربّ الكعبة، ولم تزل فى نفسه حتى ادّعاه معاوية. (نهج البلاغة ٢: ٤٩)

٥٣٤ - كتاب علىّ إلى ابن عباس

وكتب علىّ إلى ابن عباس:

«أما بعد: فإن المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته (٢)، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه، فما نالك من دنياك فلا تكثر به فرحا، وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا (٣)، وليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن أسفك على ما فانك منها (٤)، وليكن همّك فيما بعد الموت».

(نهج البلاغة ٢: ١٤، والأمالى ٢: ٩٦، وإعجاز القرآن ص ١٢١)

*** وقد روى هذا الكتاب فى نهج البلاغة أيضا بصورة أخرى، وهى:

«أما بعد: فإن المرء ليفرح بالشئ الذى لم يكن ليفوته، ويحزن على الشئ الذى لم يكن ليصيبه، فلا يكن أفضل ما نلت فى نفسك من دنياك بلوغ لذة، أو شفاء غيظ، ولكن إطفاء باطل أو إحياء حق، وليكن سرورك بما قدمت، وأسفك على ما خلّفت، وهمك فيما بعد الموت». (نهج البلاغة ٢: ٩٢)


(١) الواغل: هو الذى يدخل على القوم فى طعامهم وشرابهم من غير أن يدعوه إليه أو ينفق معهم مثل ما أنفقوا فلا يزال مدفعا محاجزا، والنوط المذبذب: هو ما يناط أى يعلق برحل الراكب من قعب أو قدح أو ما أشبه ذلك، فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره واستعجل سيره.
(٢) وفى إعجاز القرآن «يسر بدرك ما لم يكن ليحرمه».
(٣) وفى الأمالى «فلا تتبعه أسفا» وفى إعجاز القرآن «وانظر ما فاتك من الدنيا فلا تكثر عليه جزعا، وما نلته فلا تنعم به فرحا».
(٤) فى الأمالى «فليكن سرورك بما قدمت، وأسفك على ما خلفت» وفى إعجاز القرآن «فليكن سرورك بما قدمت من أجر أو منطق، وليكن أسفك فيما فرطت فيه من ذلك».
وكان ابن عباس يقول: ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتفاعى بهذا الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>