للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٥ - كتاب المستورد بن علفة الخارجى إلى سماك بن عبيد]

واجتمعت الخوارج بالكوفة- إبّان ولاية المغيرة بن شعبة عليها- وولّوا عليهم المسقورد بن علّفة التّيمى وبايعوه، واتّعدوا أن يخرجوا هلال شعبان سنة ٤٣ هـ، ونمى إلى المغيرة أنهم خارجون عليه، فحذّر أهل الكوفة إيواءهم ونصرتهم، فخرجوا منها، فوجّه فى أثرهم معقل بن قيس الرّياحى:

وسارت الخوارج حتى بلغوا المدائن، وكان سماك بن عبيد العبسىّ عاملا للمغيرة عليها، فكتب إليه المستورد:

«من عبد الله المستورد أمير المؤمنين إلى سماك بن عبيد:

أما بعد: فقد نقمنا على قومنا الجور فى الأحكام، وتعطيل الحدود، والاستئثار بالفئ، وإنا ندعوك إلى كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وولاية أبى بكر وعمر رضوان الله عليهم، والبراءة من عثمان وعلىّ، لأحداثهما فى الدين، وتركهما حكم الكتاب، فإن تقبل فقد أدركت رشدك، وإلا تقبل فقد أبلغنا فى الإعذار إليك، وقد آذنّاك بحرب فنبذنا إليك على سواء (١)، إن الله لا يحب الخائنين».

وتبعهم معقل حتى لحقهم بالمذار (٢)، ودارت بينهما رحى الحرب بشدة، ودعا المستورد معقلا للمبارزة، وطعنه المستورد حتى خرج سنان الرمح من ظهره، وضربه معقل بالسيف حتى خالط سيفه أمّ الدماغ، فوقع ميتا وقتل معقل، وشدّ أصحابه على الخوارج، فما لبّثوهم أن قتلوهم. (تاريخ الطبرى ٦: ١٠٩)


(١) اقتباس من قوله تعالى فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ ومعناه إذا هادنت قوما فعلمت منهم النقض للعهد، فلا توقع بهم سابقا إلى النقض حتى تعلمهم أنك نقضت العهد، فتكونوا فى علم النقض مستوين ثم أوقع بهم.
(٢) بلد فى ميسان بين واسط والبصرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>