للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشقّ عليه أن فيّل (١) رأيه فى بعثة أخيه وترك المهلب، وفى أنه لم يرض رأيه خالصا حتى قال: أحضره المهلب، واستشره فيه. (تاريخ الطبرى ٧: ١٩٣)

[١٤٣ - كتاب عبد الملك بن مروان إلى أخيه بشر]

وكتب عبد الملك إلى أخيه بشر بن مروان:

«أما بعد فإنى قد كتبت إلى خالد بن عبد الله آمره بالنهوض إلى الخوارج، فسرّح إليه خمسة آلاف رجل، وابعث عليهم رجلا من قبلك ترضاه، فإذا قضوا غزاتهم (٢) تلك، صرفتهم إلى «الرّىّ» (٣) فقاتلوا عدوهم، وكانوا فى مسالحهم (٤) وجبوا فيئهم، حتى تأتى أيام عقهم، فتعفيهم وتبعث آخرين مكانهم».

فقطع على أهل الكوفة خمسة آلاف، وبعث عليهم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وقال: إذا قضيت غزاتك هذه فانصرف إلى «الرّىّ» وكتب له عليها عهدا.

(تاريخ الطبرى ٧: ١٩٣)

[١٤٤ - كتاب خالد بن عبد الله بن أسيد إلى عبد الملك]

وخرج خالد بأهل البصرة حتى قدم الأهواز، وجاء عبد الرحمن بن الأشعث يبعث (٥) أهل الكوفة حتى وافاهم بالأهواز، وجاءت الأزارقة حتى دنوا من مدينة الأهواز ومن معسكر القوم، فزحف إليهم خالد فرأوا أمرا هالهم من عدد الناس وعدّتهم، فانهزموا مولّين، وأتبعهم خالد داود بن قحذم فى جيش من أهل البصرة، وانصرف هو إلى البصرة، وكتب إلى عبد الملك بن مروان:

«أما بعد، فإنى أخبر أمير المؤمنين- أصلحه الله- أنى خرجت إلى الأزارقة الذين مرقوا من الدين، وخرجوا من ولاية المسلمين، فالتقينا بمدينة الأهواز،


(١) فيل رأيه: قبحه وخطأه.
(٢) الغزاة: اسم من غزا العدو غزوا.
(٣) مدينة كبيرة فى فارس وكانت قصبة بلاد الجبال.
(٤) جمع مسلحة بالفتح، وهى الثغر.
(٥) البعث ويحرك: الجيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>